ومضة خاطفة عن أدب الكيلاني
***********************
(تعلمت من بين سىطور القرآن أن أعيش حرا وأن أموت مكافحا عن شرف العقيدة)
“نجيب الكيلاني، ليالي تركستان”
إن أقصى ما يعرفه الباحثون والكتاب عن الأديب المصري نجيب الكيلاني، أنه روائيٌّ إسلامي متميّز، استطاع من خلال إسهاماته الأدبية عرض المقارنة المستقيمة الدقيقة بين الأدب الغربي والأدب العربي الإسلامي، وقد زوّد مكتبة الأدب الإسلامي بعدد رواياته التي يبرز فيها التصور الإسلامي للحياة، وتميّزت بالكلمة الطيبة، والفن الصادق، والتصوير الموحي، والإشارات الذكية الدالة، ويقول عنه أحد الباحثين: “إنه في رواياته أكثر عمقا ووضوحا، وأكثر أصالة وأصدق تعبير وفنا”.. وبنظرة خاطفة إلى كتابات الأستاذ الكيلاني، يظهر لنا جليا أنه كان يمتلك قوة التعبير الفني، وعرضه بشكل حسن أخاذ، بحيث يجعل القارئ يعيش معه في عالمه الخاص، ويذهب به إلى آفاق بعيدة، ويحلق معه في سماء الأدب الإسلامي، حيث الدقة في التعبير، والمتانة في الأسلوب، والأصالة اللغوية العميقة الأدبية في العرض، واسترسال في المعاني السامية لا يعرف مداها، وتقديم الحلول الرائعة لمشاكلنا الأدبية التي يواجهها الكتاب على صعيد أدبي، وقد حُقّ له أن يلقب بـ “منظّر الأدب الإسلامي المعاصر” كما يقول عنه الأستاذ نجيب محفوظ في عدد أكتوبر عام ١٩٨٩: إن نجيب الكيلاني هو منظر الأدب الإسلامي الآن؛ وذلك، لأن مقولاته النقدية وأعماله الروائية والقصصية، تشكّل ملامح نظرية أدبية لها حجمها وشواهدها القوية، التي عززتها دراساته حول “آفاق الأدب الإسلامي”، و”الإسلامية والمذاهب الأدبية”، و”الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق”، و”مدخل إلى الأدب الإسلامي”، و”تجربتي الشخصية في القصة الإسلامية”. ويرى دكتور جابر قميحة أن الكيلاني” لديه إحساس عميق بتكثيف الجمال الفني المرتبط بالغموض أحيانًا في بعض أعماله، إلا أنه لا ينسى مسئوليته تجاه القارئ، وخوفه من أن يقع في براثن الفهم الخاطئ، فتراه في كل أعماله ينبض بخيوط الوعي المتيقظ، التي تجعل من كتاباته الروائية متعة خاصة وقتًا مكتملاً”، ولا غرو فقد كان الأصل الوحيد الذي بنى عليه الكيلاني أدبه وهدم لأجله وقبح لأجله هو هدفه الرئيسي والأولي، الذي اتخذه نصب عينيه منذ بداية انطلاقه، وخطواته الأولى في باب الأدب، وهو بتعبير أوجز تنشئة جيل بناء، ثم توجيهه إلى دين قيم متكامل الأركان بديع الإتقان، وبث الروح الإيماني والوعي الإسلامي في نفوس القراء.
وبالجملة فكتابات الأستاذ الكيلاني لا يستغني عنها أي كاتب فكري وباحث إسلامي، بل هي من أنفع الكتب الأدبية التي تنشئ فينا -طبقة الكتاب- ملكة البنية السردية التي نحن بحاجة ملحّة إليها، وهي جديرة بأن يكتب عنها ويقرأ؛ لنعرف مدى أهمية الإنجازات الأدبية التي أداها كتابنا الكبار ..
فيا ليت شعري هل بلغت ما أحلم به؟!