على شفا حال مستعارة
حرمان
يشب حتى الريق
فيخنق صهد الزفير الشهيق
يا بشرة الوقت يا وجهي
أكنتِ دمية أضرب فيها
كل حرماني ؟ !
أم كنتِ الصديق ؟
أكنتِ فى ظن احتمالاتي قيودي
أم كنتِ الطريق ؟ !
يا نديا جففته
الشمس المارقة
يا حيرة النفس
يا مجهة حارقة
متى يصطفي الأيك
طير العصافير ؟!
متى تنام عين التدابير ؟!
عن صبية يلعبون في براح الوقت
ينثرون الروح حبا فإذا الثرى
حياة تدب وعطر يفوح
هكذا انفصامي أحبه
وهكذا ألف مليون أنا !! معذبون
ومطروحون وطارحون
صنارات الأمل في محيطات المنى
ومحيطات المنى باتت
بلا سمك بلا صدف
باتت والملح فيها بلا خبز
وبقايا جماجم
سرقت منها الحياة
هكذا انفصامي أحبه
وهكذا ألف مليون أنا
وحيدون في وحشة الحياة
نستأذن الإرهاق في خطانا
لنترك طوق النجاة
في الورقة رسمت عصر المستحيل
فقط على الورقة
رسمت السلحفاة
أمنة بلا درقة
قطعت الورقة بعد فرحة
رميتها وبهجتي محترقة
هناك في القاهرة وحيداً
يبحث عنها
وهنا وحيداً أزوره
أجده وحيداً على سريره
وزوجه وحيدة على خدها يدها
رأيت الممشى وحيداً تلهب خده
الشمس
وجدت النخيل وحيداً
يرسل الظل والوجد وحيدا
وجدته على كل الوجوه
في متحف الخريف
على شاطئ الطمى الزلال
وعلى شفا حال مستعارة
تصرخ الإنارة والعمارة والإمارة
وعلى كل الوجوه ابتسامة
كأنها أخدود حفرته الفؤوس
كأنما أحلى منها العبوس
هكذا انفصامي أحبه
وهكذا ألف مليون أنا
معذبون ولولا عذابنا
يا ألف مليون يا أنا
ما كان للحياة أن تهون
ولو لم تهن الحياة
فما أقسى أن غيرها يهون