على شفا حال مستعارة __ الشاعر أحمد الخليلي

0
254

على شفا حال مستعارة

حرمان

يشب حتى الريق

فيخنق صهد الزفير الشهيق

يا بشرة الوقت يا وجهي

أكنتِ دمية أضرب فيها

كل حرماني ؟ !

أم كنتِ الصديق ؟

أكنتِ فى ظن احتمالاتي قيودي

أم كنتِ الطريق ؟ !

يا نديا جففته

الشمس المارقة

يا حيرة النفس

يا مجهة حارقة

متى يصطفي الأيك

طير العصافير ؟!

متى تنام عين التدابير ؟!

عن صبية يلعبون في براح الوقت

ينثرون الروح حبا فإذا الثرى

حياة تدب وعطر يفوح

هكذا انفصامي أحبه

وهكذا ألف مليون أنا !! معذبون

ومطروحون وطارحون

صنارات الأمل في محيطات المنى

ومحيطات المنى باتت

بلا سمك بلا صدف

باتت والملح فيها بلا خبز

وبقايا جماجم

سرقت منها الحياة

هكذا انفصامي أحبه

وهكذا ألف مليون أنا

وحيدون في وحشة الحياة

نستأذن الإرهاق في خطانا

لنترك طوق النجاة

في الورقة رسمت عصر المستحيل

فقط على الورقة

رسمت السلحفاة

أمنة بلا درقة

قطعت الورقة بعد فرحة

رميتها وبهجتي محترقة

هناك في القاهرة وحيداً

يبحث عنها

وهنا وحيداً أزوره

أجده وحيداً على سريره

وزوجه وحيدة على خدها يدها

رأيت الممشى وحيداً تلهب خده

الشمس

وجدت النخيل وحيداً

يرسل الظل والوجد وحيدا

وجدته على كل الوجوه

في متحف الخريف

على شاطئ الطمى الزلال

وعلى شفا حال مستعارة

تصرخ الإنارة والعمارة والإمارة

وعلى كل الوجوه ابتسامة

كأنها أخدود حفرته الفؤوس

كأنما أحلى منها العبوس

هكذا انفصامي أحبه

وهكذا ألف مليون أنا

معذبون ولولا عذابنا

يا ألف مليون يا أنا

ما كان للحياة أن تهون

ولو لم تهن الحياة

فما أقسى أن غيرها يهون

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here