وصايا
في الطريقِ إلى سكونكَ
وأنتَ عائدٌ إلى رشدكَ
اقرأْ فاتحةَ التجاهلِ
وأرخِ بريحانِ الطمأنينةِ
على شاهدةِ الخوف
في شتاءِ التنصلِ
لا تأبهْ لشتائمِ الريح
وإغواءِ نخيلِ الوهنِ
الطالعِ من ضلع الغروب
وأنتَ عائدٌ من جنونكَ
تلتقي بأوهامكَ
مطأطأةَ الحقيقة
رتلْ لها قصائدَ اليقين
على بحرٍ بلا ضفاف
امضِ في غيِّكَ المحبب
على مضضِ الجرحِ
وتذمرِ الأبجدية
تعالَ نلحدُ بملءِ الرئتين
نرجمُ حتميةَ الدروب
نكسرُ عنقَ( هبل)
لعلَ رحىً فينيقية
تذرُّ رمادنا في عينِ الوقتِ
فنكبرُ على مهلٍ
انتظرني في مرافئ اللهفةِ
سأعومُ كالصدفةِ
على ماءِ المحالِ
وأجيءُ كحشدِ المفاجأت
افتحْ ذراعيّ اشتياقكَ
وصدري سماطُ رغبةٍ دسمةٍ
اقرأْ قداديسَ الخبزِ
على روحِ( سبارتكوس)
حتى يرشحَ ماءُ الصبرِ
من راحتيك….!
آخرُ أخباري:
هجرتُ وسادتي
المحشوةَ بأفيونِ الأرق
وتركتُ العاصفةَ تتقيأُ
ما ابتلعتْ من حكايا
في الطريقِ إلى رشدكَ
ستراها:
امرأةٌ ناهدُ الرغبةِ
امتلأتْ بالمساءِ
عن بكرةِ عشقها
راقصتْ الوهمَ
وسقطتْ في هدنةِ الصباح
ستراها مطفأةً
معلقةً من جدائلِ خيبتها
على مشجبِ الفقد
بلا أهلٍ ولا ذاكرة…
غافلها واتركْ لها
وداعاً فاسقَ التفاصيل
ومظلةً مثقوبةَ التأويل
سأراها:
من شباكٍ يطلُ على الماضي
امرأةٌ فاجرةُ الحيرةِ
تطلُ بيأسها
ترمي بقصائدَ منتهية الصلاحية…
لشاعرٍ أخذتهُ الحرب
مخفوراً بمصيره
أنا مثلك ناهزتُ الخمسين
من الشوقِ…
بلاعكازٍ على قلبي أمشي
هيأتُ عقداً
من ذكرياتِ الضوءِ
لنهرِ عمرنا البربري
ليفرحَ جيدُ المصب
ونؤنسُ بهِ وحشةَ الرقاد
يهاتفني القدر:
كنْ كالغابةِ تصبِّرُ نفسها
على طيشِ البرقِ
ورعونةِ الرعد
تشمرُ عن ساقِ دهشتها
تخلعُ قمصانَ الخشية
تلوكُ شهقاتها على عجلٍ
تجيبُ عن أسئلةِ الأبديةِ
وتملأُ كفها بالربيع
حينَ يحضرُ المطرُ
وأنتَ عائدٌ…
هل تسمعني…