عِطرُكَ على ساعِدي والحَبَقْ __ الشاعرة ناهدة الحلبي

0
199

 

عِطرُكَ على ساعِدي والحَبَقْ

أجْزَلْتَ بِالأَخْذِ ما طَابَتْ لكَ النِّعَمُ
وازْدَدْتَ بي شَغَفًا فازْدادَ بي سَقَمُ…

أنتَ الذي مُذْ وَطِئْتَ الأرضَ كوَّرَها
حتَّى الرِّمالُ قَدِ ازْدانَتْ بِها القَدَمُ

إيَّاكَ منْ قَمَرٍ إنْ قيلَ ضِئْتَ بهِ
فالكوْنُ منْ نَظْرَةِ العَيْنَيْنِ يَنْتَظِمُ

بلْ قُلْ لهُمْ إِنَّكَ الغُدْرانُ ما نَضبَتْ
وإنَّكَ البّحْرُ ما فاضَتْ بهِ الدِّيَمُ

واحْضُنْ بِهِ وَجَعي ما ذُقْتُ أجْمَلَهُ
أنتَ الشَّقاءُ وضَوْءُ القَلبِ والظُّلَمُ

يا فِتْنَةً بَذَّ سِحْرُ العَيْنِ خالِقَها
والحُسْنُ مُعْتَقَدي والحقُّ والقِيَمُ

يا أجْمَلَ الوَشْيِ بِالياقوتِ يا دُرَراً
قَدْ تَسْتَفيقُ على شُطآنِكَ الأُمَمُ

يا صَفْوةَ الحُسْنِ في الأَجْفانِ مَعْقِلَها
يا وَرْدَةً غَرِقَتْ في فَيْئِها النَّسَمُ

لا تُعْتِقِ القلبَ إنَّ القَيْدَ نَشْوتُهُ
إنْ ضَمَّنا اللَّيلُ لا الوِدْيانُ والأَكَمُ

يا نَبْضَهُ منْ فُؤَادٍ حُقَّ شاغِلُهُ
ذاكَ المُوَشَّى بِشَهْدِ النَّحْلِ يَرْتَسِمُ

حَيْثُ الهَوى وحُبابُ العَينِ قدْ نَثَرَتْ
عِطْرَ الغَمامِ وحَيْثُ الخَصْرُ يَعْتَصِمُ

فَيَنْطَوي وجَعي إنْ عانَقَتْكَ يدي
كمَنْ يُظلِّلُ ليْلاً وَجهُهُ جَهِمُ

أخْشى عَلى الجُرْحِ منْ عَيْنَيكَ إنْ دَمعَتْ
فالدَّمْعُ جَمْرٌ ودَمْعُ العينِ بي بَرِمُ

لوْ أَطْفَأَتْهُ بِرَيَّا القَلْبِ نُوْقِدُهُ
مِنكَ الشِّفاهُ ومنِّي قُبْلةٌ وفَمُ…

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here