إلى أعين تلك الساحرة..
يترنح الظل.. تهفو حبيبات الطل، أعمدة السراب تنهار.. موج الريح يعتو، تبدو إشارات الإثارة.. يحمل الأفق بوادر وليد جديد..
تطفو مرحة.. تذكرني بنزق يقفز من العيون.. أتأمل الخدود الدامعة، ثم أسكن يم الأساطير.. أسبح حتى مثلث”برمودا”، ثم أندفع مع التيار لأنام على حضن جفون نصف نائمة، لكن شعاع القوة يظل منبعثا…أدنو.. أقترب.. ألح في معرفة الأمر.. أقاوم بعناد.. يمشي الظل إلى ركن الأحلام.. يمتطي قوس قزح، لكن العيون الواسعة ترقبني.. أبدو ضئيلا متضائلا.. أشل تماما فأنهار، لكن الشعاع؛ شعاع عينيها يعاود إثارتي، فأنهض سليما معافى، أتلمس جنبي وأصيح: عجبا، عجبا.. ثم تغادر بظلها، بسحرها، تمشي الهوينى، تبدو قامتي قصيرة للغاية.. رأسي لا يكاد يتجاوز قمة كعبها.. ساقاها علاهما الشعر.. والسحر يشدني، لا بد أن في الأمر سر.. أعاني الأمُرَّين، أحاول تخطي الحواجز لكن جنودها لي بالمرصاد.. أظل أسير عينيها، أعاود الجولة، أحوم حول البيت، لا أبالي بالآخرين، لقائي مع عمود الإنارة، تلك ثوابت لا متغيرة، عادات باتت مألوفة، لكني أنفي الاتهام، وأنا أنتظر، ذاك أمري..
تمر الأيام على مهلها، تنتشي وريدات الهوى في الصدر، يكبر الحلم، أمشي حتى أقصى الحافة، أغامر بكل ما أوتيت من جرأة وأخفق.. وعندما أوشك الإطلال على حافة اليأس، تبدو من النافذة.. يصيبني سحر عينيها لأنهار وأتمرغ في الوحل، وأصيح: “يا لهول الصدمة”.. يصيبني التيار ، فأنسى فاهي فاغرا، يضحك علي الصبيان.. ينعتوني بالأبله.. فلم أعبأ، ذاك طبعي؛ إني أسير الأعين الساحرة.
1991/04/07