بمناسبة استمرار اغتصاب فلسطين…
( نــامَ الـوُلاة)
“أَخِي جاوَزَ الظَّـالِمونَ الـمَدَى”
وَنامَ الــوُلاةُ فَـــضِـعْـنـا سُـــدَى(1)
وَبـــــــــــاعَ الـــــــبِـلادَ عُبَيْدٌ دَعِيٌّ
رَبـِــيــــبُ الـيَـــهـــودِ، عَــــلَيـنا اعْــتـَـدَى
أتَـى “بالـمَرِنْـزِ” لأَرْضِ الجُـدودِ
لِــيَـمْـحُــوَ مَــجْـدَ أَبِـــــــي الأَتْــلَدا
وَيَــــــــسْرِقَ خَــيْـراتِ أَرضِــــي الَّـــتي
حَــــــــــوَى بَــــطنُـها عَــلَماً سَــــــيِّدا
رَسُـولاً سِـــراجــاً مُــنِيراً أتـَـــى
لِـمَـحـوِ الــضَّلالِ وَنَــــــشْرِ الــهُـدَى
فـَجاءَتْ خُـلُـوفٌ تَـــــسَـمَّوا مُلوكــًا
ولا يَـــمْلِـكــونَ سِــــوَى الـمَـرقــِـدا
وتِــــلْكَ الـــتُّـيُــوسُ بِـتِــيجـــانِــــــها
تُـجَـرْجِــــــــــرُ ذَيْـــــلاً طَـــويــلاً بَـدَا
يُـــهَـزُّ لإِرضــاءِ أَسْــــيـادِهِـــمْ
وَعِــــــنْـدَ الــتَّـنـــاوُلِ يَـــــبْـدو يَدا
يُـنـاجَــى نَـــهاراً: أَيـَـا دُمْـتَ لِــي
وَيُـــلْعَـقُ لَـــــيـلاً، لِــــنَـيْـلِ الـــــــجَـدا(2)
فَــيا ذَيْـــــنا قــَـد تُـــــعِـيدُ الــبِلادَ
ويــا ذيْــــلَـنـا قــَـد تَــرُدُّ الــــوَدَى(3)
فـأَنْــــتَ سِــلاحٌ تُـخِـيــفُ الـــيَهودَ
وأَنْــــتَ سِــــلاحٌ بَــــــعِـيـدُ الـمَـدَى
وهَذِي الــتُّـيُوسُ تَقودُ الجُـيُوشَ
كَما صـاحِبُ الــعِـيـرِ فيها حَـدا(4)
وَتِـلْكَ الجـُــيـوشُ لِــقَـمْعِ الــشُّعوبِ
وَتَــــثْـبـيــتِ رِجـلِ جُــــيـوشِ الـــعِـدا
ونَـصْرِ الفـَـــسادِ ودَحْــرِ الـــــرَّشــادِ
وقَـــــهْـرِ الَّـــــذيـــنَ بِــهِمْ يُـــــقْـتَـدَى
وَقَـطعِ الرِّقابِ إِذا لَــمْ تَصِح
إِنَّ حُـــكَّامَـــنا هُــــمْ مَـــنـارُ الـهُــدَى
فَـــيا عَيْنُ جُــودِي بِدَمْـعٍ سَــخِــيـنٍ
إِذِ القـَــلْبُ ثَــوْبَ الـسَّـوادِ ارْتَــدَى
لأَنِّــــي أَرَى مَــهْـبِطَ الأنــبِياءِ
يُـجَـــــــــــــرَّعُ ذلَّاً ولا يُــــفْـتَــدَى
تُـنادِي”فِـلِسطينُ”: وا مُسْـلِمينَ
ولا يُـــرْجِعُ الــصَّـخْـرُ إِلَّا الـصَّـدَى
تصيح: بَــناتِــي اسْتُبيحَتْ لَـهُمْ
وَذِئْـــــبُ الــيَـهـودِ عَـــلَيـها عَــــدا
ألا مَنْ يَغـارُ لِـهَـتْكِ الـخُدورِ؟!
أَلا مَنْ يَـغـارُ لِرَفـْعِ الـــــرِّدا؟!
ألا مِنْ مُلَـبٍّ نِـداءَ الـجَريـحِ؟
ألا مِـنْ مُـحِـبٍّ لِفِـعْـلِ الـــــنَّـدَى؟!
تُـراكُمْ تَـوَدُّونَ قَــتْـلي جَـميعـاً
وتَـــبْغُـونَ جَــعْلي لـِ “غُوْلْدا” فِـدا
فَـبِئْسَ الـذُّكُـورُ، وبِــئْسَ الغُـثاءُ
وطُـوبَـى لِـطِفـلٍ، مَـــــناراً غـَـــــدا
أَخِـي قُـمْ وقـاتِلْ كِلابَ اليَهودِ
فَـــإِنَّـكَ وَحْــدَكَ أَهْـــــلُ الــفِــــدا
هَلُمَّ مَـعِي نَـحْوَ أَرضِ الـخُلودِ
وفــَـوقَ يَــدِي قُـــمْ وَشُـــــدَّ يَــــدا
إِذا الـعَـيشُ يُـحْـمَدُ فـي غَـيْرِهـا
فَـفِي حُضْـنِها سَوْفَ يَـحْلو الرَّدَى
هَلُمَّ لِنُـحْـرِزَ نَــــــــــــــصْراً فَـنـَـعْلو
وقَــد نُــــرْزَقُ القَـتـْـلَ، مــا أَسْــــعَدا!
وقَد رامَ نُصْحَكَ في قَولِهِ
لِيَسْتَنْهِضَ العاجِزَ الـمُـقْعَدا
“فَـإِمَّا حَـيـاةٌ تَـسُـرُّ الصَّـدِيـقَ
وإِمَّا مَـمَاتٌ يـُـغـيظُ الــعِـدَا”(5)
——————–
1- صدر البيت للشاعر علي محمود طه، من قصيدة: لبيك فلسطين .
2- الجَدا: العطاء . 3- الوَدَى: الهلاك . 4- حَدا، حادي العير: الذي ينشد أمامها يحثُّها على السير. 5- البيت للشاعر عبد الرحيم محمود، من قصيدة: الشهيد.