يومياتي مع كورونا في شيكاغو
الأحبّة بئر سعادة
2020/05/04
13
أحاول أن أكتب مدونتي اليومية مبكرًا، لكني أنشغل ويمضي الوقت دون شعور، الحمد لله على نعمة إشغال الوقت بما فيه سعادة؛ فالفراغ تقريبًا لا أعرفه؛ وإن تواجد؛ أخلق له ما يقتله، أظنني ورثت ذلك عن جدتي التي لم أرها تجلس يومًا، حتى فنجان القهوة أحيانًا أستمتع به وأنا أحوم من مكان إلى آخر؛ هذا يفسر عدم اكتراثي بكورونا وحجرها الإجباري، فأنا أخلق للوقت دومًا عملًا يليق به.
اليوم بسبب تأخري في تدوين ما وددت قوله، وبسبب فارق التوقيت بين شيكاغو وبلادنا العربيّة، سيكون هناك فرق يوم بتأريخ اليوميات.
تصادف اليوم أن أرسلت لي صديقاتي رسالات متشابهة تحتوي فيديو يسألنني فيها عن مدى صحة محتواه، حيث تحدثت بالفيديو طبيبة عن دواء “رمديسيفر” الذي سيعتمد كعلاج لكورونا وقالت: أن ترامب صرح بأنه سيتم توزيع مليون عقار منه على الولايات الخمسين، ما أثار انتباهي في الفيديو الاحتفالات التي رافقت الفيديو، حيث السيارات المحتشدة وأصوات الزمامير، وصوت الطبيبة المبشر.. أما إجابتي فقد كانت: أنه لا يوجد لي علم بصحة الموضوع من عدمه، كل ما أعرفه أن الدواء يخفف من حدة الإصابة؛ لهذا لن أنشر أمرًا لست متحققة منه، الفيديو مبالغ فيه طبعًا..
الإعلام وجد مجده خلال جائحة كورونا، ففي اليوم الواحد تكتب آلاف الكذبات، أقصد المقالات التي تهدر وقت الصحفيين والقراء، ليتهم ينشرون ما فيه الفائدة، وبكل الأحوال جميعنا يتمنى أن ينتهي كابوس كورونا بوجود العلاج المناسب له، لكن كل ما سمعناه إلى الآن مجرد وعود، وكم نخشى أن تستغل مافيا الأدوية رعب الناس لتنتج سمًّا برسم الدواء..
لعل أجمل ما زين يومي اليوم كان مكالماتي مع الأحبّة المقربين، فلا أجمل أن نسمع صوتًا يخفق بمودتنا؛
أختي، صديقتي، وابنتا عمي، كنّ أجمل ما أبهج قلبي؛ القلوب الجميلة المعطاءة بئر سعادة..
الغد سيكون جميلًا كما هو اليوم..
إلى اللقاء..