-١-
استيقظت على رسالة صديقتي في الواتس اب، اعتَرَضت فيها على أسلوب التسوق والمبالغة في غسل المواد التموينية والخضرة والفواكة؛ تقول أصابني وسواس؛ كلما غسلت قطعة أعاود غسلها مرة ثانية فلعلني أصبتها بيدي دون انتباه أو لعل الفيروس “كورونا” ثقيل الدم انتقل إليها ولم يتفكك بعد رغم تكرار الغسيل.
وسوسة صديقتي أصابتني أيضًا لدرجة بت أكره التسّوق، وأؤثر عدم الأكل على التعرض لهذا الوسواس المزعج الذي أصابني.. لا أبالغ إن قلت أن يدي تشققتا من كثرة الغسيل..
سألتني إحدى الصديقات عن تأثر حياتنا بالوضع الحالي مع كورونا، أجبتها : الصحيح لم نتأثر كثيرا، فأنا سعيدة بتواجد أبنائي حولي، أجد أنسًا بقربهم مني ذلك أن السعادة لها مفهوم آخر عندي؛ هي قربي ممن أحب، أظنني أعيش النعيم الآن، لا شك أن أولادي ضجروا من أسلوب التعليم عن بعد؛ لكن أنانيتي واستمتاعي بقربهم مني بلدا حسّي، وأبعدا عني الإحساس بضجرهم..
لم يختلف اليوم عن باقي الأيام؛ عليّ التفكير في وجبة اليوم، كما العادة أقع في حيرة ماذا سيكون طعام اليوم، اخترت الملوخية مع الدجاج، حضرت بجانبها السلطة، أظن أن الملوخية أكلة معروفة في جميع بلداننا العربية، وأن الجميع يعشقها، بعضهم أشار إلى أنها تجدي مع وباء كورونا؛ حين أشار إلى الشلولو المشتق منها والذي تحول فيما بعد إلى مادة دسمة لإثارة الضّحك..
قضيت فراغي المحدود في التنقل بين صفحات الفيس بوك، وجدت فكرة بعض الكتاب مثمرة حينما قرأت يومياتهم مع كورونا، يبدو أن العدوى انتقلت لي لهذا أجدني أكتب الآن بلا تسلسل أو تخطيط عن سير يومي مع الست كورونا، قرأت بعض المواضيع التي لا تغني عن جوع، مقالات عن اكتشاف دواء جديد لعلاج كورونا، يبدو أنه علي القيام باكتشاف دواء مثلهم، لم يبق أحد في المجرة لم يحاول البحث عن علاج لهذه الكورونا، الغريب أننا بكل خبر نفرح مع علمنا أنه لا يمكن طرح أي دواء بأقل من عام، هكذا نحن نتعلق بالقشة..
عدد حالات العدوى بكورونا بلغ 2045 حالة في شيكاغو اليوم، لم أعد أهتم فحدسي يخبرني أن هناك مؤامرة ما، سأبتعد عن كورونا فقد ضجت روحي منها، فيلم خيال ممل مفتوح النهاية يعطي مجالا مطاطيا للتخمين..
أظن عمل خبز عربي أفضل من كورونا وضجيجها، نجح الخبز وكانت نهاية اليوم، لعل غدا أجمل…
إلى اللقاء..