لم ينتشر الإسلام بحد السيف، إنما بحد الفكر وفراغ المقابل، ففي الشرق ماليزيا، أندونيسيا، جزر الواق واق، جزر البحر الهندي، الصين (طريق الحرير)، علماً أن طريق الحرير طريقان، الطريق البري (عن طريق الصين ثم الهند ثم بخارى، ثم بلاد فارس ثم شمال العراق حتى بورصة في تركيا). والطريق الثاني البحري (عبر المحيط الهندي مروراً بالهند وبحر العرب الى البصرة).
ولكون الهنود لديهم علاقة أكثر من غيرهم من الشعوب مع العرب والعراقيين تمتد إلى آلاف السنين.
الإسلام دين في كتاب جامع قوانين وقلم وأنظمة ومعرفة، وكان العرب آنذاك رواد معرفة ومنها طريقة نقل المعلومات والحجة والبيان، أمام شعوب كانت مازالت في بداية التطور المعرفي، ولهذا استقبلت هذه الشعوب الأفكار وفرحت بها وتقبلتها وأصبحت تتمة معرفية واسعة لها.
فالهنود خرجوا وقدسوا الأرقام العربية الهوائية والقوسية (فالهوائية هي ٣،٢،١ والتي
يستخدمها العامة)، والقوسية (1,2,3 ويستخدمها العلماء والباحثون).
في الهند وباكستان كانت اللغة العربية تسمى (حرفا شريفا)!
العودة للموضوع ولكي نفتح دولاً جديدة تحتاج لجيوش لكي يخضع العدو، ولكن لكي
تنشر المعرفة تحتاج إلى حرف شريف وقوة الحجة والمعرفة، فكان القرآن الكريم
زهو الإنسان العربي ومادته العلمية، وتصاحب نشر الإسلام مع نشر العلوم البحرية
وبوصلتها البحرية (الإسطربال)، والطب، والهندسة، وعلم الفلك، والفلسفة، والآداب،
والفنون، والعلوم الأخرى، وإنشاء الجامعات والمدارس والمستشفيات، فانبهرت أوروبا
قبل غيرها بهذا الكم الهائل من العلوم، ومن خلال هذا ترسب الإسلام وتقبلوه، وكان
العدو يعد العدة للهجوم المقابل، فأخذ كل العلوم والمعرفة وأنكر أصلها حتى تم نقل
الكتب إلى كتاب استنسخوا الكتب الأصلية وادعوا ملكيتها، وتم قتل ونجا من هرب
من أصحابها الحقيقيين، وتمت أكبر عملية تزوير في التاريخ.
نجح العرب في ذلك الوقت لكون جسر المعرفة الأول في التاريخ مقابل فراغ فكري
ومعرفي كان يسود العالم من دون العرب، وانطلقت أوروبا من تلك الفترة التي دارت البوصلة باتجاه الزيف والثوب الزائف الذي لبسه الغرب بالنهوض على عتبات العلم العربي الذي سلبوه في فترة مرضها الذي تمكن منها، وأنكر الغرب الفضل العربي لها، وصولاً إلى مؤتمر كامبل بانرمان 1907م الفاتحة الأولى والقريبة، وبعدها جاءت مؤامرات لم تنتهِ إلى يومنا هذا سايكس بيكو، ثم سان ريمو، بداية فكرة منع تطور العرب، ومنعهم من التطور وبقائهم بعيدين عن العلم.
للعلم أن الحروب الصليبية 8 حملات منذ 950 سنة بدأت، ويقولون لا توجد نظرية
مؤامرة!
قال رسول الرحمة (صلى الله عليه وسلم):” يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما
تداعى الأكلة إلى قصعتها”.
سبحان الله كان يعرف ماذا يحدث وما سيحدث، وهكذا غلبنا مؤقتاً، ولهذا علينا
العودة إلى تعاليم الإسلام من جديد، وأن نحيي إسلام المعرفة وليس إسلام الوعيد والتخويف، إسلام المعرفة (إقرأ)، إسلام حد الفكرة وتشذيبها.
هل تعلم بأن الدولة الإسلامية كانت دولة مدنية بمجتمع إسلامي؟ هل تعلم أن أول من أسس الدولة المدنية عبر تاريخ البشرية من آدم هو رسول المحبة والرحمة المهداة الأمين (صلى الله عليه وسلم )، من أم القرى، ولهذا جاءت كلمة “أمي” لكونها من أم القرى، قال نهرو -إلى- أيزنهاور رئيس أمريكا: (الأمة الوحيدة التي احتلت الهند وحافظت على تراثها وكرامتها هي أمة العرب).
هل تعلم بأن الدين الشنتوي الياباني شعاره الشمس من الملك الصالح كوديا البابلي!
هذه أمة يمكن أن تجوع، تعرى، تمرض، تُقتل، تدمر، ولكنها لا تموت..
ففي بصمتها الوراثية لا توجد كلمة موت، فالموت حالة بشرية والأمة حالة إلهية!
وأخيراً.. لماذا اختار الله عز وجل الأمة العربية لحمل رسالة الإسلام، إذا كان العرب سيئين فلماذا اختارهم الله عز وجل لهذه الأمانة الرسالية؟
هل تعلمون لماذا، لأن أبا الأنبياء الشرعي هو إبراهيم (عليه الصلاة والسلام) من أرض
العرب أرض شنعار – أور باني الكعبة المشرفة وهادم الوثن.