Home Slider site أمجاد في ذكرى الظفر (إلى عبد الكريم الخطابي) – زيد الطهراوي
شاعر من الأردن:
للمغرب العربي أزهاري انتمت
وتفتحت مشتاقة لندى السحرْ
لتذكر الماضي الشريف تسابقت
وسطوع شعب قد تماسك وانتصرْ
فالغاصبون تهيأوا بجسارة
للغوص في فكر تسامى كالقمر
نهبوا الحضارة من بطون عقولنا
كي يسعفوا أطماع محتال غدر
وتجولوا بتراثنا كي يعرفوا
أرض الجدود وما بها من مدخر
قرأوا ابن خلدون الذي أسفاره
نقشت خلود الحرف في أبهى صور
وتفننوا بالغوص في تاريخه
كي يحصدوا الآمال من قلب العبر
فإذا بهم قد عاينوا وطن الإباء
وسددوا أجنادهم نحو الدرر
أبت الجنان الطامحات هجوعهم
وتسلق الدوري أغصان الظفر
عبد الكريم وكنت تدرك سعيهم
وقلوبهم وكأنها ترمي الشرر
لما توسعت الأسنة في الدما
عبس الحكيم وآب من عشق السفر
وتسابق الملهوف كي يئد العدى
ورأى صنوف الشر معصوب البصر
عبد الكريم وإن سجنت وهجر
الأحباب عن مدن الطفولة والسمر
سينال فردوس الخلود شهيدنا
ويهاجر العدوان ممحو الأثر
أسقي ثرى الأبطال بالحب الذي
يختال زهوا فوق أكتاف الزهر
فالمغرب العربي يصبر شامخا
واليوم يقطف نجله حلو الثمر
عبد الكريم كأن قلبي مبصر
قلبا بأرض الموطن الحاني انصهر
نزفت جراح العاشقين فمزقت
سعي الحقود وصدعت قلب الحجر
والمشرق العربي يعلن حبه
للسادة الأحرار في ذكرى الظفر
ذقنا السعادة حين آمن جمعنا
بالله والرسل الكرام وبالقدر
هذي هي الأنوار نشهدها وفي
هدي الخليل ترابط لمن اعتبر