دفءٌ يدغدغُ ثغرَهُ وأناملَه
وضجـيـجُ أطفالٍ وروحٌ ذاهـلَه
كالمنّ والسلوى انهمارُ بروقه
من مقـلتـيهِ على عيـون العائـله
متدثّراً بالحبّ يفرشُ صبرَه
لـيُـنيـمَ فـيه ولو عَظُمْنَ مشـاكلَه
يستلُّ من غمد الحنان هدوءَه
وعلى الصُّراخ يشنّ حرباً عاقله
زعَلُ الدقائق لا يغـبّـرُ قـلـبـَه
إلا وتُجـلـيـه الحـنـايا الغـاسـله
إغراءُ ما يأتي يراوغُ ما مضى
وعليهـما قـَـلـِقاً يجـادلُ سـائلَه:
ماذا يضيرُ إذا الحروبُ تأجلتْ
يوماً ليُـطـلـقَ للحـيـاة ِ بلابـلَه؟
وبألفِ ألفِ إجابةٍ لا تنتهي
يرمي على وجه السؤال قنابلَه
ويذرّ من إيمانه ملحاً على
طبـق الكـلام ليستسـيغَ حناظـلَه
خمسون عاماً والبراءةُ تهمةٌ
سَـجَـنـتْ علـيها مقـلـتـاهُ دلائـلَه
لغزُ الحياة يتيهُ في أعماقه
كالموج ضيّع في الخِضمّ سواحلَه
فإلى متى هذا الشهيُّ كلامُهُ
يُـبـدي إذا كَـثُـر النُّـباحُ تجاهـلَه؟
وكأنّ فيه الروحَ فرْطَ سُطوعِها
تبـدو بعَـيـنَي مَنْ تسـردبَ آفـلَة
أعوامُه الخمسون رغم نُباحِهم
نحو النجوم تسـيرُ سـير القـافـلَه
وسْط الـيـبـابِ يـلـمُّ كلَّ جروحِه
وبِأسْهُمِ الأسحار يصرعُ قـاتـلَه
جَمَعَ اللظى بالماء حتّى أصبحتْ
نـيـرانُ أحـرفِهِ بـحـاراً صاهـلَه
هذا الذي احترف الأبوّةَ والأسى
ما زال يـلـعـبُ ثَـمَّ طـفـلٌ داخلَه
وبرغم كلّ أساهُ أوشكَ يأسُهُ
أن يسـتحـيـلَ قـصـيدةً متـفـائـلَه