المعطّلُ – حسن المزوني

0
434

أنا المعَطّلُ الملْقى
في قهر الغيابِ
أمضغ اللّحَظاتِ
بِعَلْكٍ مُرٍّ مِنَ العِتابِ

هُمْ هُناك على الأرائِكِ
يُعِدّونَ الوَلائِمَ.لِلصِّحابِ
وَلِخَليلاتٍ،كٌنَّ لَهُمْ عَوْناً
في المنَاصِبِ.وَالإنْتِخابِ

أنا المعَطّلُ الهائمُ التّائِهُ
في أزِقَّةِ وَشَوارعِ.الوَطَنِ
أطْرُقُ بابًا تِلْوَ بابٍ
فَيَعودُ إليَّ الصَّدى
بِميمٍ رَقيقَةٍ مَأْلوفَةٍ
راقِصَةٍ على إيقاعِ العَذابِ

كَيْفَ لي أَنْ أَصْبِرَ
وَالعُمْرُ يَمضي هَباءً
ورسائلي الحبلى بالشّهاداتِ
تَعودُ إلَيَّ بِلا جوابِ
وَوالِدان يَرْقُبانِ الفجْرِ
وَيَنْثُران الدُّعاءَ عَلَيَّ بِلا حِسابِ

أضْحَيْتُ ظمْآنا يَرى في الأُفْقِ ماءً
يَعِدُ بِالْخِصْبِ، بالعَطاءِ وبِالحياةِ
لَكِنْ، كُلَّما اقْتَرَبَتِ العَيْنُ مِنْهُ شِبْراً
ضَحِكَ، فَسَقَطَ السَّرابُ عَلى سَرابي..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here