هل أصبح إغراق وسائل التواصل الاجتماعي “بالهتير” والثرثرة والإسهال الكلامي والفوطوشوب مطية سهلة للتنخيب الذاتي؟
تتفق جل النظريات السوسيولوجية على أن “النخبة” هم مجموعة من الأشخاص الفاعلين والأكثر نقاشا ومعرفة، لما يتمتعون به من قوة وقدرة في التأثير على المجتمع بشكل إيجابي وحضاري.
وقد تحدث الكاتب الباحث وأستاذ علم الاجتماع بجامعة سيدي محمد بن عبد الله عبد الرحيم العطري في مؤلفه “صناعة النخب في المغرب”، عن العديد من الطرق التقليدية التي تساهم عادة في صناعة النخب عندنا، وآليات تنخيبها، من دعم مخزني وصفقات مصاهرة، والارتباطات الموجودة بين المقاولات السياسية ونظام الهدايا، ودور المقدس والتقليدي والآلة الإعلامية إلخ..
مؤخرا برزت آليات جديدة للتنخيب في مشهد مغاربة العالم أو داخل مايسميه أحدهم بـ”منظومة مغاربة العالم”، مثل الفيسبوك واليوتوب، ووسائط التواصل الاجتماعي التي يتم تسخيرها من لدن العديد من الطفيليات والدخلاء اللاهثين خلف اقتناص أية فرصة تمكنهم من إظهار ذواتهم في حلة “قشدة الجالية وعصارتها”، التي لها تأثير واقعي وإيجابي على الدينامية السياسية في التعاطي وتحليل الملفات السياسية والاجتماعية لمغاربة العالم والتفاعل معها، وامتلاك العصا السحرية لإيجاد الحلول الناجعة لمعضلاتها..
المخرج الوحيد للجالية المغربية من مأزقها يكمن في نبذ الخلافات الهامشية، وتوحيد الصف والكلمة، والتنظيم والانتظام المحكمين داخل جهاز جاد مستقل لا يكلف إخراجه للوجود سوي توفر عوامل الإرادة والعزيمة القويتين، والنوايا الحسنة..