Home Slider site في ضيافة عبد الله بوصوف، من ذكريات معرض الكتاب 4 – أحمد...
نصيحة وصلتني من مجموعة من الأصدقاء من كلا الجنسين بدافع الحب والخوف علي وبصيغ مختلفة، تتلخص كلها في نفس ما تلخصت فيه رسائل تقريص الأذان التي وصلتني من ذباب بوصوف الخفي منه عبر حسابات وهمية بالفيسبوك أو المكشوفة، ذات التهديد الخفي: ”دخل سوق راسك راك تجيبها فيه، المخزن ماشي ساهل”. رسالة واحدة لكن بدوافع مختلفة تماما.
ولم كل هذ؟ لأني ذكرت السيدة زوجة عبد الله بوصوف بالاسم.
لم يأت ذكري لاسم السيدة “نزيهة المنتصر” في سياق خارج عن الأدب والانتقاص منها أو مركزها أو كرامتها، لا كامرأة مغربية ولا كوزجة مسؤول مغربي لأجل التشهير بها أو للضغط عليه نفسيا لابتزازه لا سامح الله، ولا لمحاولة توجيه بوصلة تدويناتي لغاية تمس الرجل بعرضه وآل بيته ولو تلميحا غير تصريح، بل كان ذكري لها في سياق الحديث عن استضافتي كشاعر وروائي وإعلامي من طرف المجلس، الذي اكتشفت فيه كما اكتشف غيري أن تنظيم المعرض بأكمله كان يمر عير تعليماتها السامية، وألا شيء ينفذ ما لم يكن لها فيه رأي أو توجيه أو قرار، وكل ما قمت به هو التساؤل: «ما محل السيدة نزيهة المنتصر من المجلس، وهل هناك ظهير ملكي قام بتعيينها مساعدة لزوجها كأمين عام للمجلس -خفي عني-؟ أم هو فقط الوقوف إلى جانبه كشخصية عامة في بهرجة إنجازه السنوي الوحيد مثلما تقف نساء الحكام والوزراء إلى جانب أزواجهن في مناسبات احتفالية مهمة عدة؟
غير أن ما لاحظته من إمساكها بزمام كل صغيرة وكبيرة مثل إمساكها بعصاها المعدنية التي كانت تتوكأ عليها حينها لحدث أصابها بإحدى ركبتها، جعلني وبشكل اعتباطي أسأل وأتساءل، هذا كل ما في الأمر.
انطلقت نحو معرض الكتاب لأول مرة مع رفقاء هجرتي، سيارات فخمة مرصوصة خلف بعضها أمام مدخل الفندق تنتظر أفواج الزائرين المحتملين للمعرض، غير أن الغرابة أن كثيرا من ضيوف “بوصوف” تخلفوا، وهم الذين لا يحسنون التنقل إلا بين مرافق الفندق الفخم وخاصة مطعمه، كان معظمهن من الجنس اللطيف، ومعظمهن لا علاقة لهن بالثقافة والشعر ولا أي باب من أبواب الإبداع، باستثناء إتقان لبس التكشيطة والفستان المغربيين (أغلق القوس).
خصصت لنا نحن أعضاء الرابطة سيارة خاصة بنا، وأعطيت مهمة السهر على راحتنا منذ صعودنا على متنها حتى بلوغنا رواق الجالية بالمعرض لشابة صغيرة لم تكن البسمة البريئة تفارق شفتيها في وجهنا، ولا التعليمات التي لم تتوقف إليها عن طريق الهاتف، كانت تتلقى مكالمة كل فترة، وكانت تنادي المتكلم إما بـ”بابا” أو “ماما”. تعرفت جيدا على هوية هذه الفتاة، فقد كانت صورتها حقيقية على صفحة حسابها التي كانت من أصدقائي أيضا منذ مدة، حتى أني نشرت لها رسوماتها المتواضعة أيضا على مجلتي بطلب من والدتها، كانت تلك الطفلة التي تنزلت فيها كل صفات البراءة هي وصال ابنة عبد الله بوصوف.