Home Slider site في ضيافة عبد الله بوصوف، من ذكريات معرض الكتاب 3 – أحمد...
استيقظت باكرا لأعد نفسي لبرنامج هذا اليوم الطويل، ولأحظى بتحية أصدقائي أعضاء الرابطة القادمين من ألمانيا وهولاندا وفرنسا، دون ممثلة الرابطة بإيطاليا التي اعتذرت عن الحضور لأمور تتعلق بالعمل. وقفنا أربعتنا أنا والدكتور محمد كنوف والأستاذ يوسف الهواري والبروفيسور يحيى الشيخ نتبادل الحديث في بهو الفندق، ونتشرف بأسماء ثقافية لامعة في المشهد الثقافي الشعري المغربي، سواء ممن نعرف شخصيا أو ممن تعرفنا عليهم عبر مواقع التواصل فحظينا أخيرا بفرصة لقائهم، كان معظمهم كما عرفناهم تماما في العالم الافتراضي، باستثناء بعض الطارئين على ساحة الإبداع والشعر “واللي ما هازاهم أرض”، يتحركون في جنبات الفندق كأنهم نجوم السينما الهندية والذين لو استطاعوا أن يتجاهلونا لفعلهم، لكن صيتنا اضطرهم إلى المجيء حتى أعتاب أقدامنا وتحيتنا بكل الابتسامات الصفراء.
كان أحد ذباب بوصوف الذي كان حينها في تمام شرنقته ولم تفتضح عمالته لبوصوف وتحديدا لزوجته، على علم بكل المستدعين لمعرض الكتاب من أوروبا، لم يكن نازلا معنا بنفس الفندق بل بآخر، لكنه أصر أن يكون في فندقنا قبل أن ننتشر. اقترب مني وهو مكشر عن ابتسامة من شفتيه، ونحا بي من ذراعي قليلا ثم همس في أذني:
-” زوجة السي عبد الله بوصوف، متلهفة للقائك”.
زوجة بوصوف؟ ومن أين تعرفني زوجته؟
ابتسم ابتسامته البلهاء مرة أخرى وأجاب: «من خلال الفيسبوك، وهي متابعة وفية لصفحتك، وأكثر من هذا أنت تعرفها أيضا”
أنا أعرفها، مستحيل، حتى زوجها لم أعرفه ولم أسمع عنه وعن مجلسه غلا من قريب جدا.
بلى تعرفها؟
القضية فيها “إن”، هل لك أن توضح لي؟ وتخبرني من هي؟
لكن لا تخبرها أني أخبرتك، فقد طلبت مني أن أتكتم على هويتها، لكن الآن لا مجال للاستمرار في ذلك، هي “نزيهة المنتصر”.
طبعا أعرف هذا الاسم، هي من المتابعين الأوفياء لصفحتي، إعجابا وتعليقا، بل وقد تواصلت معي مرارا لأنشر لها نصوصها ورسوماتها في مجلة الديوان.
المخزن يا مولاي المخزن، قال مازحا وانصرف، لكن بعدما أكد لي أنني سأراها في رواق مجلس الجالية بمعرض الكتاب.
أخبرت أصدقائي بالأمر، وقد كنت أعلم أنها تتابعنا جميعا بتسجيل الإعجابات وترك التعليقات، ليس لنا فقط بل ولجميع أعضاء المقهى الأدبي الأوروعربي الذي أديره في بروكسل.
تساءلنا جميعا بصوت مرتفع: قد نتفهم لماذا أخفت عنا طوال تعاملها معنا في العالم الافتراضي أنها زوجة بوصوف، لكن السؤال هو: ما علاقة نزيهة المنتصر بمعرض الكتاب ومغاربة الخارج، وبالتالي بأي صفة تريد أن تلتقي بي/ بنا؟ وهل لها دور في ترشيح أسمائنا من الأصل؟ هل هذه مؤسسة دستورية أم شركة اسفار وسياحة عائلية؟؟؟