تفاصيل صفقة بين الرباط وواشنطن.. الاعتراف بالصحراء مُقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني – وسام الناصيري

0
262

هل الموقف المغربي الذي وصفه البعض بـ “البارد” من “صفقة القرن”، كانت وراءه “صفقة” أخرى تفاوضت عليها المملكة مع الإدارة الأمريكية تخص تحديدا ملف الصحراء؟
هذا على الأقل ما التُقِطَت العديد من بوادره خلال الأسابيع الماضية، وأكده الموقف المغربي الذي اعتبر “مفاجئا” بخصوص “صفقة القرن” حيث انخفضت الحدة “المعتادة” للمملكة في انتقادها لـ”الصفقة الأمريكية” بعد أن سبق وأن أكدت الرباط أكثر من مرة رفضها لأي صفقة لا تضمن دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
axios الأمريكي خرج أمس، ليؤكد أن إسرائيل والولايات المتحدة تُناقشان اتفاقاً من شأنه قيام واشنطن بـ”الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء مقابل أن يتخذ المغرب خطوات للتطبيع مع إسرائيل”.
المصدر ذاته يؤكد أن هذا “الاتفاق السري” إن تحقق سيكون إنجازا دبلوماسيا كبيرا للملك، محمد السادس، كما سيكون داعما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعيش صعوبات سياسية في “إسرائيل”، حيث قد يفضي الاتفاق ـ إن تم – إلى زيارة نتنياهو إلى المغرب، وهو ما يزكيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يسعى لجعل العديد من الدول العربية تتقرب من تل أبيب.
ويضيف الموقع، أن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء لأنهاء صراع دام لعقود دون حل، سيثير الكثير من الجدل بحكم “فقدانه للإجماع الدولي” حسب المصدر ذاته.
المعطيات التي أوردها المصدر الإعلامي الأمريكي، بدأت عند لقاء سري جمع بين وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2018.
وكان هذا الاجتماع نتيجة لقناة خلفية أنشئت بين وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة ومستشار الأمن القومي لنتنياهو، مئير بن شبات، بمساعدة رجل الأعمال اليهودي من أصول مغربية، ياريف الباز، الذي يعتبر من كبار تجار التجزئة الرئيسيين للمواد الغذائية في المغرب، ومقرب من جاريد كوشنير، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وفي مايو 2019، التقى ياريف الباز مع جاريد كوشنر الذي كان يزور الرباط، لعرض بعض بنود خطة “صفقة القرن” أمام الملك محمد السادس، حيث برمج ياريف الباز زيارة لكبير مستشاري ترامب مع كامل فريقه المختص في قضايا الشرق الأوسط بما فيه المبعوث الأمريكي الخاص لإيران براين هوك، للمقبرة اليهودية القديمة في الدار البيضاء، لزيارة قبر “الحاخام” المغربي حايين بينتو الذي استقر قيد حياته في الصويرة ودفن في مدينة الدار البيضاء.
وهو اللقاء الذي خلق فيه ياريف الباز قناة خلفية، بعيدا عن جهاز “الموساد” الإسرائيلي، حيث عمد ياريف إلى ترتيب “صفقة” مَغربية – أمريكية برعاية إسرائيلية، وهو ما أغضب مدير “الموساد” يوسي كوهين، المسؤول عن دبلوماسية إسرائيل السرية في العالم العربي بعد علمه بتفاصيلها، مما جعل نتنياهو يتدخل شخصيا، ويطلب من بن شبات المضي قدما في اتمام “الصفقة”.
وحسب المصادر الإسرائيلية، أراد بن شبات أن يستخدم علاقات إسرائيل الوثيقة مع إدارة ترامب للوصول إلى حل لقضية الصحراء في المغرب، حيث التقى بمسؤولي إدارة ترامب واقترح عليهم دعم الولايات المتحدة للموقف المغربي في قضية الصحراء التي تعتبر قضية أمن قومي مغربي وتحظى بكل الاهتمام في المملكة المغربية.
الموقع الأمريكي، أضاف، أن المسؤولين الإسرائيليين بعد مناقشتهم لـ”صفقة الصحراء” الثلاثية مع الإدارة الأمريكية، أبلغوا المغاربة بتفاصيل ما اقترحوه، حيث حاول نتنياهو استغلال ذلك لزيارة الرباط، قبل الانتخابات الإسرائيلية في شهر أبريل 2019، وهي الزيارة التي أفسدتها التقارير الصحافية حينما كشفت عن توقيت الزيارة.
غير أن نفس المصدر عاد وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، حاول مرة أخرى زيارة الرباط، قبل انتخابات سبتمبر 2019، لكن مستشار الأمن القومي آنذاك جون بولتون، وهو معارض قوي للسيادة المغربية على الصحراء، قتل الفكرة. كما ظهرت القضية مرة أخرى في نوفمبر، قبل زيارة وزير الخارجية بومبيو للمغرب، غير أن تفاصيل أجلت ذلك.
غير أن موقع axios الأمريكي لم يذكر إن كانت الرباط قد وافقت على بنود “الصفقة”، وكذا عن إمكانية زيارة نتنياهو للرباط، غير أن مصادر استقت “الصحيفة” رأيها في الموضوع، أكدت أن هناك تحركات فعلية داخل الأمريكية لدعم مغربية الصحراء، بشكل واضح، لكنها نفت في الآن ذاته، أن تكون على علم بأن الجانب الإسرائيلي له يد في ذلك، أو أن هناك “صفقة ثلاثية” تخص التطبيع بين الرباط وتل أبيب، مقابل دعم أمريكي واضح ومباشر لسيادة المغرب على صحرائه.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here