لماذا غضب مغاربة إسبانيا من تعيين لبنانية متخصصة في الإرهاب كاتبة الدولة في الهجرة بحكومة بيدرو سانشيس؟ – الحسين فاتيش

0
234

وافق مجلس الوزراء يوم الثلاثاء 28 ينايرعلى تعيين هناء جلول مورو، إسيانية من أصل لبناني، خبيرة في القانون الدولي والإرهاب، ككاتبة الدولة الجديدة في شؤون الهجرة وإدماج المهاجرين..
خبر تعيين هناء جلول قوبل بالكثير من مشاعرالتذمر والاستهجان والغضب من لدن أوساط متعددة من مغاربة إسبانيا، وقد عبرت بعض التدوينات في الفيسبوك عن شعور شريحة من مغاربة إسبانيا بالغبن والاستياء من سياسة الحكومة الاشتراكية، التي تصرفت ،كما لاحظ البعض، بمبدأ الكيل بمكيالين تجاه مناضلي الحزب العمالي الاشتراكي، مغاربة إسبانيا المجنسين الذين كان على الحكومة أن تشركهم في إدارة شؤون الهجرة من باب الاعتراف ورد الجميل للجالية المغربية، التي تعتبر حسب الإحصائيات الرسمية الجالية الأكبر عددا بإسبانيا، بحيث يناهز تعدادها حسب بعض التقديرات حوالي 152 ألف نسمة، وتعد من بين أقدم الجاليات التي تقيم بإسبانيا..
الحقائق التي لا تستحضرها الأصوات المعبرة عن تذمرها من تعيين حكومة تحالف اليسار بزعامة الاشتراكي العمالي بيدرو سانشيس للسيدة هناء جلول، المتخصصة في شؤون الإرهاب على رأس سكرتارية الدولة في الهجرة وإدماج المهاجرين، هي أن الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا، وبالرغم من كونها قديمة العهد بالتواجد على الأرض الإسبانية، فهي رغم ذلك مع كامل الأسف، تعتبر الجالية الأكثر استعصاء على الاندماج والانصهار بالمجتمع، بسسب تأثرها بعوامل ذاتية وموضوعية، منها الشعور بعدم الانتماء والانتساب إلى المجتمع الإسباني، نتيجة تغلغل الفكر السلفي الوهابي، الذي قال عنه الأستاذ أنيس محمد صالح في مقال منشور بالحوارالمتمدن“: إنه يشوه الإسلام، واعتبره خطرا على العلم والأمن والتقدم وفكرة المواطنة، كما يعتبر هذا الفكرالقروسطوي المتحجر ضد الحضارة الحديثة وضد المرأة وضد الأديان والعقائد الأخرى، إذ يكفى أن نقرأ فتوى وجوب هدم الكنائس (فتوى لجنة الإفتاء السعودية برئاسة عبد العزيز آل الشيخ)، وتحريم البدء بإلقاء السلام على النصارى (ابن العثيمين 21-9-2005)، وعدم تهنئتهم بأعيادهم وعدم القصاص لهم تنفيذاً لفتوى لا يقتل المسلم بالكافر وهذا ليس من تعاليم الإسلام“..
والمستغرب له في معضلة الفكر الوهابي، أنه يجد من يختلق له مسوغات اعتناقه كإيديولوجية، ويسوقه لمغاربة إسبانيا في عمق النسيج الجمعوي والمؤسسات المحسوبة على المجتمع المدني، كالجمعيات ذات المرجعية الأصولية التي تسيطر على إدارة دور العبادة بإسبانيا، وسبق أن تسلل من خلف منابر إحدى المساجد المدارة من قبل تلك الجمعيات التي تشتغل تحت يافطة الإسلام، العقل الداعشي المدبر والمنفذ للاعتداءات الإرهابية التي استهدفت مدنا إسبانية، أزهقت بها العديد من الأرواح البريئة، كمدينتي الرامبلا ببرشلونة وكامبريلس وغيرهما..
الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا أغفلت واجبها في الدفع بالمجتمع الإسباني للاستئناس بحضورها بدل التوجس خيفة من تواجده بين ثنايا مجتمعها، من خلال نهج أخلاق وسلوكيات ومعاملات مثالية من شانها أن تزيح عنها تلك الصورة النمطية الشنيعة التي تم إلصاقها بها، وتقوم بتسويقها بعض الدوائر الدائرة في فلك اليمين العنصري التي لها مصالح في زرع الخوف والمتاجرة فيه، بهدف اختلاق أسباب الإسلاموفوبيا والكسينوفوبيا والحقد العنصري..
فئات ضالة من مغاربة إسبانيا أبت إلا أن توغل في إبداع الممارسات المنحرفة التي تسيء للآخرين، وتسيء للذوق العام، وتضر بالمجتمع، وبعيدة كل البعد عن أن تتقيد بمنظومة القواعد والأنظمة والقوانين الرسمية، التي تسنها الدولة من أجل حماية الفرد والجماعة، فألحقت بانحرافية سلوكاتها بالغ الضرر بسمعة وصورة الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا، وتلك الأفعال والسلوكات الشنيعة، هي من تمنح التيارات والأحزاب الهوياتية العنصرية كل القرائن والحجج التي ستعارض بها وتسقط بها من أيد رئيس الحكومة أيا كان، مجرد فكرة اقتراح اسم أي مغربي في منصب من المناصب الحكومية بالدولة الإسبانية، سواء في الحاضر أو في المستقبل المنظور.. والأيام بيننا..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here