2020 بدأت بتحول كبير على الصعيد العالمي، تحول هائل غير مسبوق منذ 100 عام، بصرف النظر عن موقفي الشخصي هذا التحول فيه أمل لشعوب كثيرة.
عنوان هذا التحول هو تراجع النفوذ الأوروبي والأمريكي خصوصا على الصعيد العالمي. حقيقة فكرت في الموضوع قبل أيام مع التدخل التركي في ليبيا لكن اليوم جريدة le figaro الفرنسية عززت هذا الرأي في مقال لها. هناك قوتان كبريان غير أوروبيين وغير مسيحيتين تدخلان ساحة السباق الدولي وعن جدارة، إيران وتركيا.
منذ الحرب العالمية الأولى ظل السباق العالمي على النفوذ والتوسع مقتصرا على غير المسلمين، المسيحيين بمختلف تلاوينهم ممثلين في أوروبا وأمريكا وروسيا، والكونفوشيوسية ممثلة في الصين. لكن هذه المعادلة بدأت في التغير منذ بضع سنوات والعام الماضي كان التغير الأكبر. إيران نجحت بذكاء في جر الغرب إلى ساحتها وخرجت عن حدودها وفرضت معركتها في الخارج، العراق واليمن ولبنان وسوريا خاصة. بقاء النظام السوري كان انتصارا لها. الآن إيران قوة عالمية عظمى، أول دولة غير مسيحية وغير غربية تستطيع أن تضع شروطا وتفاوض ولا تدفع رشوة.
تركيا صارت لاعبا قويا. ما حصل في ليبيا يظهر بأنها أصبحت قوة عظمى حقا. ما أن تدخلت حتى تحركت أمريكا والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي الخاص في ليبيا الذي كان نائما. لا يحصل هذا إلا مع الدول العظمى. تركيا أصبحت اليوم صاحبة الكلمة في العديد من المواقع، ولولا الانقسام الداخلي الذي حصل عام 2014 لكانت أكثر تأثيرا.
السيناريو الجديد في العام الجديد سيكون تعزيزا لهذا التوجه، تقارب روسي تركي إيراني وتحول في العالم الإسلامي بعد قمة كوالالمبور. أما العرب فسيكون دورهم الجديد كتابة التقارير إلى السفارات فقط، فالحكومات الأوروبية لا تتدخل إلا في الوقت الحرج، فهم لم يلعبوا أي دور منذ سقوط العباسيين.
هذا قدرنا، ليس: من نحن؟، بل: مع من نحن؟.