“متلازمات الريع” داء عضال تنتشر عدواه بين مغاربة العالم على نطاق واسع، وتعاني شريحة واسعة من مظاهر الإصابة به خاصة بين “فئات الفنيانا ” التي تسري عليها أيضا تسمية الأذرع المكسورة “les bras casses “، كما يشبه الإسبان هذه الفئة التي تستهويها الراحة و تعاني من “العكز المزمن” ومن نزعة الميول نحو الاسترخاء والكسل والنوم، ومن انعدام القدرة والقوة على كسب قوت يومها بعرق الجبين بالكلاب (Perros)..
هذه الفئة تسارع عادة للتغطية على عقدة النقص التي تعاني منها إلى مغازلة والارتماء بأحضان كل ماله صلة بالمخزن حتى ولو كان أصغر بياع أو أحقر القواويد، وتتوسل إليه أن يتوسط لها ويمكنها من أن يتم قبول ترشيحها كمجند للقيام بأكثر المهام قذارة وحقارة.. لذلك تجد الكثير من المهاجرين ينخرطون في سلك تعياشت والتطوع للقيام بالسخرة وأداء نفس وظيفة عيون المخزن التي لا تنام، مقابل تلقي إكراميات ومكافآت “وتدويرات” و”صرييف”، مصدرها خزائن الريع التي لا تخلو منها وكالة من وكالات دار المخزن بالخارج.
ضحايا داء متلازمات الريع هم من يحتكرون حقل العمل الجمعوي، إذ يوعز إليهم بتشكيل الجمعيات والفيدراليات وعديد المؤسسات السرية والعلنية، التي تخضع جميعها لمراقبة أولياء النعمة، ويبقى من يترأسونها مجرد كراكيز يتم التحكم فيهم وتحريكهم عن بعد بالريموت كونترول.
ليس أشد ما يكون بمثابة اللعنة على المهاجر من أن يفتقر إلى المؤهلات العلمية والفنية التي تتيح له فرصة ولوج مناصب الشغل التي تتطلب استثمار العقل والذكاء الاصطناعي، ويكون بدل ذلك محكوما عليه بأن تكون وجهته هي الأشغال الشاقة وتوظيف المجهود العضلي.. هنا يبقى المخزن وريعه بمثابة المسيح المنقذ والبديل المنتظر لفئة الـ Perros، الكلاب كما يسمون في القاموس اللغوي العمالي الإسباني.