سامحيني جدتي،
لقد كنت واهما.
كنت أظن أن شجرة الزيتون الجبلية
لا تسقط أبدا،
تبقى صامدة كصخور الريف
كنت أظن أن أوراقها تظل خضراء يانعة،
رغم سطوة الخريف،
رغم قوة الرياح..
لكني كنت واهما
عندما قبلت رأسك في الصيف
وأنت تودعينني
أنك ستُعدّين لي كما كنت دائما
وفي كل صيف
الشاي والرغيف
وتناديني تعال محمد
بصوتك الحنون الخفيف
آه ثم آه.. بعد اليوم
لن أسمع هذا الصوت
لقد ذهب هذا الصوت
ولكن صداه سيظل دائما
يمزق قلبي الرهيف
يذكرني أني ما زلت صبيا
لكي لا أكبر أو أنسى
ظل وحنان الجدات
في هذا الزمن المخيف..