يوم كندي ضد الإسلاموفوبيا يستحضر ضحايا الهجوم على “مسجد كيبيك”

0
178

وفاء لأرواح ضحايا الاعتداء على “مسجد كيبيك” واستجابة لدعوات العديد من الشخصيات والمنظمات والهيئات الكندية من أجل محاربة الإسلاموفوبيا، أعلن رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو عزم حكومته إقرار يوم 29 يناير من كل سنة يوما وطنيا ضد الإسلاموفوبيا، ومناسبة لتخليد ذكرى ضحايا الاعتداء المسلح الذي استهدف المسجد الكبير بمدينة كيبيك الكندية يوم 29 يناير 2017؛ الحادث الذي اهتزت له كيبيك وكندا وذهب ضحيته 6 مصلين و19 جريحا حينما اقتحم ألكسندر بيونيت مبنى المسجد وأطلق الرصاص بشكل عشوائي على المصلين.

وجاء في بيان لجوستان ترودو أصدره بالمناسبة: “من أجل تكريم ضحايا هذه المأساة ومواصلة النضال ضد الإسلاموفوبيا والكراهية والتمييز، أعلنا عزمنا جعل يوم 29 يناير يوما وطنيا لإحياء ذكرى هجوم مسجد كيبيك والعمل ضد الإسلاموفوبيا”، وأضاف: “اليوم نتذكر أيضا أول المستجيبين الذين فعلوا كل شيء بشجاعة وتفان لإنقاذ المؤمنين وتهدئة قلوبهم. بالإضافة إلى ذلك، نشدد على تضامن سكان كيبيك وجميع الكنديين مع المجتمعات المسلمة في جميع أنحاء البلاد في إدانة هذا العنف غير المفهوم”.
ومن جهتها قالت بارديس شاغر، وزيرة التنوع والشباب، في بيان صحافي أصدرته وزارتها، تتوفر هسبريس على نسخة منه: “من أجل إحياء ذكرى الضحايا والتعبير عن تضامنها مع الناجين من هذه المأساة، أعلنت حكومتنا أمس عزمها جعل يوم 29 يناير يوما وطنيا لإحياء ذكرى الهجوم على مسجد كيبيك والعمل ضد الإسلاموفوبيا”، وأضافت: “هذا اليوم الوطني لإحياء الذكرى.. لن يسمح لنا فقط بعدم نسيان هذا الحدث المروع، ولكن أيضا لمواصلة أعمالنا لجعل هذا البلد أكثر انفتاحا وشمولية من الساحل إلى الساحل”.
وزادت الوزارة عبر صفحتها على تويتر: “إنها مسؤوليتنا الجماعية أن نحارب الإسلاموفوبيا وأن نعمل بوعي من أجل كندا أكثر شمولاً. سيُعرف يوم 29 يناير باليوم الوطني لإحياء ذكرى هجوم مسجد مدينة كيبيك والعمل ضد الإسلاموفوبيا”.
وفي الإطار نفسه قال ستيفن جيلبولت، وزير التراث الكندي: “تذكرنا هذه المأساة بالحاجة الملحة إلى العمل ضد خطاب الكراهية والتطرف عبر الإنترنت”، مضيفا: “لهذا السبب تستعد حكومتنا لإدخال لوائح جديدة تتطلب من المنصات الإلكترونية إزالة المحتوى غير القانوني والبغيض، قبل أن يتسبب في المزيد من الضرر والأذى”.
وفي اتصال لهسبريس مع الشيخ حسن غية، أحد الوجوه النشطة في كيبيك وكندا في مجال محاربة الإسلاموفوبيا، قال: “أولا نحن سعداء بهذا القرار ونشكر الحكومة الكندية على هذه المبادرة، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله. ونشكر كذلك كل نشطاء الجالية الذين عملوا بجهد من أجل الوصول إلى هذه النتيجة التي نعتبرها مهمة”.
وأضاف المتحدث ذاته: “القرار هو حسن نية من الحكومة الكندية، ونحن ننتظر أن يتحول في المستقبل القريب إلى واقع معاش، كما أننا نسعى إلى أن يلي هذا القرار وضع قانون يعرف بالإسلاموفوبيا ويجرمها، فكما أن هناك قوانين تجرم معاداة السامية فلا بد أن تكون هناك قوانين تجرم المساس بالإسلام. وندعو حكومة كيبيك إلى اتباع نهج الحكومة الفدرالية، خصوصا أن الاعتداء على المسجد وقع في مقاطعة كيبيك”.
وأبرز حسن غية أنه بالموازاة مع قرار الحكومة، وتخليدا للذكرى الأليمة، نظمت العديد من التظاهرات الفكرية المعرفة بالإسلام والمسلمين، والداعية إلى نبذ خطاب الكراهية والعنصرية، خصوصا بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، شارك فيها محاضرون من جنسيات وديانات مختلفة، وحضرها مسؤولون سياسيون وناشطون مدنيون؛ منها على سبيل المثال لا الحصر أسبوع التوعية الإسلامية الذي انطلق يوم 25 من هذا الشهر وسيمتد حتى 31 منه، وهو مناسبة سنوية للتضامن وتبادل الآراء، إذ وجهت دعوة لمشاركين من جميع الأعمار والخلفيات والأديان لمعرفة المزيد عن إنجازات ومساهمات وتطلعات واهتمامات مسلمي كيبيك.
وتم بالمناسبة تدشين نصب تذكاري يحمل أسماء ضحايا الاعتداء الشنيع، ومقولة لجبران خليل جبران: “قد لا يبلغ المرء الفجر إلّا عن طريق الليل”.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here