يوميّاتي مع كورونا في شيكاغو
القدس،عمّان، شيكاغو(أبو يوسف)
٤٣
كلّ مدينة نسكنها تترك وردة في قلوبنا وقد تترك ندبًا؛ القدس، مدينة المولد ودرّة الفؤاد، تتجّه الأنظار إليها كلّ يوم، فيها الجذور والتّراث والأصالة، وفيها حكايا الجدّ والجدّة، أبعدتني عنها المسافات لكنّها تظلّ لصيقة الرّوح والفؤاد، أطلّ عليها بشوق من خلال مقالات الزّملاء وأخبار الأحبّة والأصدقاء، في زمن الكورونا فرض عليها الحجر الصحّي، وبعد أشهر رفع الحظر لكنه عاد ثانية، كورونا القدس تختلف، فهي متعدّدة الأشكال؛ هناك كورونا المرض، وهناك كورونا الظّلم والقهر والقتل، والأبشع كورونا الكراهية الّتي باتت تفتك بالنّسيج الواحد.
يقتلني الشّوق إليها، فأقلّب صوري بآخر زيارة لي فيها، حيث صلّيت في الأقصى وملأت روحي بالنّور. في زمن كورونا، أكثر من الاتصّال بالأحبّة هناك، حيث العشق، والحنين. أراها من خلال عيونهم، وقلوبهم المفعمة بالحبّ.
ما زلت أنتظر زوال تلك الجائحة البشعة كي أزورها ثانية، وكما للقدس حبّها، لعمّان في القلب مشارف ونوافذ، أطلّ من خلالها على جبالها، وسهولها، أتوهّج بنورها،
“عـمّان في القلب، أنت الجمر والجاه ببالي عودي مرّي مثلما الآه، لو تعرفين وهل إلّاك عارفة هموم قلبي بمن برّوا وما باهوا”.
أخاطب الأحبة هناك، وكلّي شوق بزيارة قريبة بعد أن تغادرنا تلك الّتي فرقت بين الأحبّة والخلّان.
أعود بخيالي إلى حيث أنا في مدينة الجمال، شيكاغو، وأقلّب صفحة كورونا، أعداد الإصابات تتناقص تدريجيّا، والحياة تعود إلى طبيعتها، مع الأخذ بالاحتياطات اللازمة، اليوم كان ماطرًا، اغتسلت الأشجار وازدادت اخضرارّا، ومعها انتعشت مع يومٍ جديد ليواصل قلبي بالغد زياراته بين القدس، عمّان، شيكاغو، وذاكرتي الّتي تأخذني إلى “عمّان، إربد، بقعة، صويلح أبو يوسف” الأغنية الشّعبيّة الّتي أضحكتنا وملأت قلوبنا بهجة ونحن نستمع إليها في الباصات والسرفيسات المتّجهة إلى الجامعة وغيرها، فهل من باص أو سرفيس أستمع فيه إلى القدس، عمّان، شيكاغو أبو يوسف، ليت ما نتمنّى يصبح حقيقة..
غدًا أجمل بإذن الله…