يوميّاتي مع كورونا في شيكاغو
كل شيء بوقته حلو..
٣٢
زقزقة العصافير تشعرنا بنشاط الصباح، تخبرنا أن الفجر قد حان -قوموا وامشوا في مناكبها- ماذا لو غرد العصافير ليلًا؟ سيضيع سكون الليل، وينقلب هدوءه إلى ضجيج، سيصبح تغريد العصافير نشازًا.
ماذا لو حصل الهَرِمُ على طبق من المكسرات اشتهاه يومًا في صباه، من المؤكد أنّ طقم أسنانه المستعار لن يمنحه التلذّذ بمضغها، سيتملص البندق بين قطع السيراميك البيضاء المحيطة بجوف فمه.
ماذا لو حصلت الشابة على مطبخ باربي الذي كان حلم طفولتها؟ ربما ستسعى للتخلص منه فهي ليست بحاجة إلى “زيادة كراكيب”، تريد مساحة أكبر لمقتنياتها من الملابس وأدوات التجميل إن حالفها الحظ ونالتهم في وقتهم المناسب.
“كل شي بوقته حلو”، العبارة التي رددتها جدتي ثم أمي ثم أنا، ولكن ماذا لو لم يأت الشيء بوقته المناسب؟ وماذا لو لم يأت الوقت المناسب من الأساس؟
الحياة مصيدة للندم، إن مضيناها بيسر، نجونا بطوق من ذهب، وإن تذمرنا عليها خنقتنا بقيد الحسرة والندم، لكن الوضع يختلف مع كورونا، إذ لا تعترف عدوتنا اللدودة باليسر.
ترى هل جاء الوقت المناسب للعودة إلى الحياة الطبيعية في زمن كورونا؟! الأعمال ستفتح أبوابها الأسبوع القادم في شيكاغو، المطاعم ستستقبل زبائنها التوّاقين لوجبةٍ بين أحضان طاولات وكراسي تبعدهم المسافات وربما الستائر أيضًا. الصالونات ستستقبل أشخاصًا بملامح أهل العصر الحجري “كما يرون أنفسهم”، المسابح ستستقبل من سيستقر بقاعها، هربًا من الضّجر وقيد الجدران الأربعة.
هل حان الوقت المناسب للتحرر من قيد الحظر؟
هل ستفهم كورونا أن وقت التحرر قد حان لترحل بعيدًا، ام أنها تتربص خارج الجدران لأن الوقت المناسب ليس بحسبانها؟!
حقًّا كل شيء بوقته حلو.. فمتى سيحلو وقت فكّ الحظر؟!
الوقت لم يحن بعد، هكذا تقول كورونا، بعض البلاد أخطأت بتقدير الوقت المناسب، تعجلت بفك الحظر فعادت إلى نقطة الصفر لتبدأ العد من جديد.
تريثوا يا أصحاب القرار، واختاروا الوقت المناسب ليصبح فك الحظر حلوا..
أوقاتكم حلوة دائمًا وأبدًا..