الرقصة الأخيرة – قصة قصيرة –
ظلّ البلياتشو العجوز يتقافز فرحاً.. فيما عرائس الدُمى الصغيرة تجذبه من ثوبه المُزركش، وتناغشه بأصابعها في وجهه، فيمُدُّ أنفه الأحمر، فتضحك العرائس ضحكات صاخبة.
يلمح البلياتشو مجموعة من الدُمى الأكبر الفاتنات، تتمايلن فى رشاقة ودلالٍ، يقترب منهنّ، ثم يأتي بقفزةٍ مباغتة ليستقر أمامهُنّ قائلا: هيّا أيتها الفاتنات الساحرات، يمكننا الرقص سويا، الخيوط طويلة بما يكفي، والحلبة تتسع للجميع، اخلعن ملابسكُنّ الثقيل، هذا حفلنا الكبير، سنرقص حتى الصباح، سندفئ هذه الليلة الباردة بأنفاسنـا الملتهبة، لن نلتفت للرؤوس التي تنظر إلينا بسخريـةٍ، سنرتدي قبّعات مزينةً بالريش المُلون، ريش الطاوس، سنختالُ فى شموخٍ، وننثر سعادتنا فوق رؤوس الجميع.
هرعت الدُّمى الفاتنات، التحمنَ بالصغيرات، انطلقنَ جميعا يرقصنَ فى حرارةٍ وصخب، كانت الأصابع المنحنية لبعضهنّ تتدلى فوق الآلات، تعزفن اللحنَ المصاحبَ للرقصة الكبيرة.
انفرجت الدائرة، أصبحت دائرتان، ثـلاث، راح التصفيق يدوِّي، يرُجُّ الأركان، فيما الدوائر تضيق ثانيةً، تضيق أكثر حول البلياتشو العجوز، الذى كان ممدداً في نقطة المنتصف، يلفظ أنفاسه الأخيرة.