يوميّاتي مع كورونا في شيكاغو
زحمة يا دنيا زحمة
2020/05/07
١٦
توجهت اليوم إلى مركز التّسوق الّذي أرتاده عادة، المشهد كان مؤلمًا؛ محلات كثيرة مغلقة، انقطعت أرزاق أصحابها، والله الرازق؛ النوادي الرياضية، متاجر المجوهرات، المكتبات، أماكن الأطفال الترفيهية، محلات الأثاث والديكورات، دار السينما؛ كلها مشاهد لا حياة فيها.
بعض المطاعم فتحت أبوابها لأعداد متواضعة من الزبائن، إضافة إلى المتاجر التموينية.
المدينة بدت جميلة، زارها الربيع هذا الأسبوع فبدت بهية بألوان بديعة، المناظر منعشة جدا، فالطبيعة تأثرت إيجابيا بجائحة كورونا، حيث تنفست الصعداء مع انعدام ملوثات الجو، حركة السّيارات كانت متواضعة.
مشيت في مساري بهدوء، وانتعشت بمظاهر الربيع الذي أعشق، عكر صفوي سيارة كانت تسير خلفي، إذ لم تسمح بمسافة تزيد على عشرة سنتمترات بيني وبينها، يزعجني مثل هؤلاء، وكأن الشارع قد ضاق وامتلأ بالسيارات إلا من تلك الرقعة التي يحصرون سياراتهم بها، شعرت بضيق وانزعاج، تولد لدي خشية من كبح جماح البريك عند أي توقف ضروري؛ لأن السيارة ستصدمني بلا أدنى شك، ذكرني هذا الموقف، برجل توجه لمشاهدة فيلم بالسينما، كان الوحيد هناك، دخل شخص آخر ترك كل الكراسي الفارغة الموجودة، واختار الكرسي الذي يقبع خلف الرجل، وبين الحين والآخر كان يطلب من الرجل أمامه بأن يخفض رأسه، بحجة أنه لا يستطيع رؤية شاشة السينما، فما طبيعة تفكير هؤلاء؟!
شعرت براحة حينما انعطفت السيارة في طريق آخر، وأكملت مسيري مستحضرة أغنية أحمد عدوية، زحمة يا دنيا زحمة! حتى في الفضاء الواسع الفارغ.
معظم الناس في شيكاغو كما غيرهم، لا يكترثون بتعليمات السلامة، ويهملون اتباع الخطوات الاحترازية اللازمة؛ أي أن رفيقنا كورونا سيسكن المعمورة طويلًا.
حمى الله البشرية جمعاء..
إلى اللقاء..