يومياتي مع كورونا في شيكاغو
الاكتفاء الذاتي
2020/04/27
٦
ربما لأول مرة نوقن بأن علينا إتقان بعض المهارات، حجر كورونا حتم علينا النظر بما يسمى ( الاكتفاء الذّاتي).
لا شك أن هناك من تذمر لعدم السماح باستمرار بعض الأعمال الصغيرة مثال صالونات الحلاقة والكوافير، قد يكون الأمر من الكماليات بالنسبة للسيدات لكنه أمر ضروري للرجال، هل آن الأوان لتعلم مهارة أصحاب الصالونات.. يبدو أننا سنصبح حلاقين وخبازين ومزارعين، هي نقطة مهمة لمراجعة النفس، الاكتفاء الذاتي موضوع يستلزم التفكير، ليس على المستوى الشخصي بل العام، زمن العولمة جعلنا ننفتح على العالم، وهو أمر إيجابي لكن بالمقابل ازداد اعتمادنا على العالم الآخر، وتضاعف استهلاكنا؛ حدث وأن جاءت جائحة كورونا التي أغلقت العالم، ومنعت الطائرات من مبارحة مطاراتها، فوقفنا في منتصف الطريق لا نستطيع أن نستمر دون انفتاح العالم الآخر علينا.
كل دولة أصبحت مغلقة على نفسها، من ينجو هو من يستطيع الاستقلال دون اللجوء إلى غيره في الاحتياجات، هل نستطيع الاستغناء عن العالم؟!
ربما المحاولة بالاستغناء عن الآخرين فكرة قيمة ومثمرة.
كل الأمور تمر بأزمات ولكن التجارب والمحاولات والاستمرارية توصل إلى طريق النجاة، حتى في الأعمال التي نراها تافهة، كل شيء معرض للفشل والنجاح، الحجر الصحي صنع أيد ماهرة في الحلاقة والزراعة والطبيخ وغيرها، رأينا رجالا بمراييل يعدون الطعام مع زوجاتهم، رأينا اهتماما بالزراعة لأول مرة، على المستوى الشخصي لم أعشق المطبخ يومًا، ولم أنجح بالزراعة لدرجة أن النعنع الذي ينمو من تلقاء نفسه فشل معي، اليوم أجدني أهتم بالزراعة بكثافة، وأنتظر التقاط الكزبرة والبقدونس من حديقتي أو قواريري، التجربة خطوة أولى نحو النجاح.
في تجربتي الأولى اليوم لصنع العوامة اعتقدت بأنني صنعت أبو ذنيبة، ضحكت وواصلت إلى أن تكورت حبات العوامة مع المدة. الأمر يبدو مثيرًا للسخرية، لكن الأمور الصغيرة تكبر وتصبح ذات شأن في يوم ما.
التجربة والاستمرارية في المحاولة سر النجاح حتى لو بدا الأمر تافهًا في البداية.
أعاود السؤال هل سننجح يومًا دون الاعتماد على العالم الآخر؟!
لعل التغيير قادم..
إلى اللقاء.