يومياتي مع كورونا في شيكاغو
بعيدًا عن كورونا
2020/05/09
١٨
لعلّ من المضحك أن أكتب عن يومياتي مع كورونا بعنوان “بعيدًا عن كورونا”..
المفردة أصبحت تبعث على النّفور، أستغرب ممن اختار كورونا اسما لابنته؛ وكأن الأسماء انقرضت، أية ذكرىً ستكون بلفظ اسم كورونا؛ ذكرى حين نخرج من واقعها ستأخذنا إلى وجه مكمم، أجسام فضائيّة تتباعد أمتارًا عن أقرانها، جدران متشابهة، وجوه لا تتغير، معقمات، أيد أصابها التقرح من الغسيل المبالغ والمعقمات. دعوكم من كورونا واختاروا أسماء الورود؛ ياسمين، وردة، نرجس، زهور، ستتفتح براعم فرح، وتفوح رائحة عطر كلما نادينا طفلة باسم الورود، امحوا الذاكرة العقيمة المظلمة، أنيروا الفضاء، حلّقوا في سماء الأمل.
لعل أجمل ما يمكن ذكره عن كورونا النهفات المرافقة لها.
في السوبرماركت أخذ العامل كل الاحتياطات، وضع الكمامة، عقم المكان، وضع معقمات لاستخدام زبائن السوبرماركت، حينما دخل أول زبون، حدق العامل بعينين حذرتين؛ اطمأن حين رأى الزبون يضع كمامة على فمه، مرت دقيقة، فإذا بعطسة تنطلق من الزبون، صعق العامل حينما رأى الزبون وقد رفع الكمامة عن فمه وعطس خارجها ثم بعد الانتهاء قام بإعادتها إلى فمه. موقف مضحك مبك؛ يذكرني بمن يستخدم الشوكة لأكل حبات الزيتون، حينما يخطئ الهدف يقوم بحمل الزيتونة ثم يغرز الشوكة فيها ويأكلها.
هل جهل البعض وصل إلى هذا الحدّ؟..
وبعيدًا عن كورونا لونوا أيامكم بالورد، أبهجوا عيونكم بالألوان، ابتسموا بمتابعة النكات، الحجر بعيدًا عن الضوء اختناق.
بعيدًا عن كورونا، تابعت صفحات فنية؛ الممثلة الفلانية اشترت فستانا بملايين الدولارات، حذاء الممثلة “ص” يلتف بجلد ثعبان، يطعم ثمنه مدينة بأكملها، يخت البليونير “س” حمّامه مرصّع بالذهب..
قلبت الصفحات وعدت إلى كورونا .. أظنها أرحم..
غدا يوم أجمل بإذن الله.
إلى اللقاء..