كنا نبيتُ كما الشِّقان مِنْ ثمَرٍ
نسْلُو تُهَدْهِدُنا أهواءُ أفنانِ
نأوي إلى سرر الأشواق نُخمِدُها
نشفي غليل صَدى وجد وتحنانِ
و القلبُ مُحتفلٌ بين الضُّلوع غَدَا
كالعُودِ يُطربني هزّاً لأركاني
كالطير من فَنَنٍ أشْدُو أغازلها
تهتز في دلع رقصا بألحاني
نبْقى على نغم للخلد ننشده
بنبض قلبٍ وناياتٍ و عيدانِ
كلُّ الخلايا تداعَتْ ترتدي وَهَجاً
مِنْ رَعْشَتي انتفَضَتْ للوَصْل في شانِ
ننسَى الزمانَ وَ عَيْنُ الخلدِ تحْرُسُنا
كالأمِّ تـَــــزَّاوَرَتْ تَحْنُو بأجْفانِ
حتى السواقي انثنتْ تنسابُ في نَشَبٍ
كالجَوْقةِ انطلقَتْ في نسْج أوزانِ
حتى الطيور غَوَى للحال مَنطقُها
تهذي وقد بُهِتَتْ للروض حاكاني
والليلُ جنة كَرْمٍ لا سياج لهُ
لا لغوَ فيهِ ولا تأثيمَ ينهاني
والريحُ تهْمِسُ للأشجار تُشهِدُها
الأمْرُ باتَ هَوىً عَرشي سُليماني
أقولُ يا ليلُ طلْ أوْ لا تطلْ عَبَثا
ألا ترى قمَري باتتْ بأحْضان.
