الثورة
حقيقة، خيال، أم وهم يصنع
حادث عابر يتكرر
بفعل القهر واليأس
يتحول موتا يُرَاد
تُخيف الذئاب عواقبه
فتخطف الأحداث تركبها
تصنع فلما أبطاله عجب
يتقمصون أدوارا لا تلائمهم
يقطعون بها الوصل بين خلان
وجيران
من المفتي بعصيان مدني
إلى قناص بالحَب يطلبه
والثكلى تزغرد
تبارك فقد وليدها
قالوا لها
في الجنة مع الحور مرقده
وتلك أخت الشهيد
ترتقي المناصب ثمنا
وتبرر فعل الفجار من بني وطني
وذاك يشتهي أن يكون مكانها
فيكيل لها صاعا من التهم
ونائب على الكرسي مرقده
يبارك قوانين للحق تنتهك
وفتاة العري تحتج طالبة
اعترافا بالرذيلة حقا لها
في بيتها كما بيوت الناس تحتفل
وتبقى درر البلاد عند الطغاة مانعة
لا يطالها عامل ولا مفكر ولا
مخترع
ونحن نلهث وراء الخبز
مر مذاقه بالذل والنكد
وترانا نغني : الثورة منهجنا
فقد أفقنا من النوم في الظُلَم
ولكننا أطفأنا مصابيح العلم والعمل
ما هذه الثورة يا أهلي وخلاني
هذا طُعم من الذئاب نبلعه
الثورة ترجع الحق المغصوب
لا أهله
قصرا من الطاغي تحاسبه
لا سماح لمن يجلد المظلوم يقهره
لابد من سُلم من النور نصعده
لا يمهد الذئب طريقا
ولا وعود منه ترتجى ولا عتب.
