وليمة غياب __ الشاعر أحمد حدودي

0
58

“وليمة غياب” :

زند البرق يرقص مبللا في الأفق ،

لا طائر يسبح في الهواء،

لا حصان مسرج يكر في وجه العجاج،

فترتفع أو تقع الأنواء.

لا قمر مضرج بلهيب الاشتياق،

ينير الجب العتيق،

فيخرج إلى السطح فراش

يصرخ في القعر،

يكاد يموت اختناقا،

سقط سهوا ذات ليلة ظلماء.

يمتزج المطر ورائحة الخريف،

فينفتح المجال وتسقط كل الأساطير،

وتمضي الأرض تبحث عن مكان أكثر اتساعا،

تعرج من أعلى إلى أعلى،

تسير من زمان إلى زمان،

بلا أثر ولا ذكرى،

بما يكفي من التجاهل

حتى تتخلص من ظلالها الأشياء.

تتخلص من منفاها القديمة،

وترتمي في فضاء دائري جديد،

لا خطوط طول ولا خطوط عرض فيه

ولا زرقة سماء.

ولا غرب ولا أدنى من ذلك،

ولا أمام ولا وراء.

ترجع إلى أصل الحكاية،

فتحيا كما في الكتب المقدسة،

تحيا في صورها كما تشاء.

سوف يحبل الزمان بيوم جديد،

سوف يقفز القمر عن جدار الحصار،

لينير نفقا حلزونيا

إلى حديقة مجهولة العنوان،

هناك يعد القمر وليمة لغيابه

وغياب كل الأشياء.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here