أوصافك النار لكن وصفيَ الماءُ
يا عُدة الخلد حان الآن إنشاءُ
أكلما خصفت قضما بذاكرتي
إلا استوت معها في الغنج أسماءُ
حتى العبارات لم يحفظ سجيتها
حرف الهجاء فلا حاء ولا باءُ
خذي ضلوعي وقيسي اليوم نزعتها
فمذهب الحب فيها كان والداءُ
كل انكسارات هذا العمر في لغتي
ووحده الحزن هل للحزن إيواءُ
ممشوقة الحزن في أشلائها وطن
حدوده خنجر والنهر أعداءُ
وجه تعتق في عقم الجمال وما
أغنته مرآة بوح الليل شمطاءُ
كأنه حجر من فوقه حجر
من حوله شرر والحب أنباءُ
رجام شعر تجلي حائرا حزِنا
تظنه الحب لكن نصفه راءُ
مني إلي عزاء دائم أبدا
فلا يغرنك في الشعر إيحاءُ
ميْتٌ أنا وقصيدي نعش خاتمتي
طوفان حزني مدى الجوديِّ، أصداءُ
الآن موسم زرع الترب في شفتي
وقطف أناته زهر وإنداءُ
من بعد منفاي صار الآن لي عبثا
وطيفُ تأشيرتي الأكفان بيضاءُ
أنا شتاتٌ، رحيلٌ نصف حطته
بلعامها صنف أنثى الأرض جرداءُ
أحتاجها قدرا مرا بأوردتي
إلى سبيل جراح وهْي أنواءُ
حضارة الموت لم تشرق معالمها
في دورة العمر لولا أن من شاؤوا
من مددوا حبل أشعاري لنخبتهم
فاحترتُ في غزلي والقلب أجزاءُ
أفر منها رميما نحو معبره
فيقتفي قُبلة المقبور أحياءُ
قالوا فدائيَ سبع لا عجاف بها
فقال يوسف إن الحب إغواءُ
تأويل عطر وباب قُدّ داخله
لمنبت البئر لما الدلوُ عنقاءُ
لا وقت للكلمات الآن موعدها
في بحة الصمت، صمت الشعر سيناءُ
مغرورة الشفتين اشتد معجمها
فأجهضت لغتي في المهد عذراءُ