المغربي عندما أراد قفز البحر بنطة واحدة والخليفة يصيح : مجانين مجانين مجانين .. لا تذهبوا، البلاد البعيدة فتهلكوا .. لكنه العربي على قبالته الأمازيغي الشجاع قفز قفزته التي استقرت ثمانية قرون وقال للعالم : أنا الأطول والأعلى والأشجع والأمجد والقافز التاريخي ..
من قال أن #المغرب اليوم دخلت التاريخ وهي دخلته من قبل، وليس أحد سوى المغاربة فعلوها وحولوا البحر إلى صحراء والجبل إلى خيمة، وطليطلة إلى مستراح نبيل للشجعان وأبناء الأزمنة الفريدة ..
شاهدت المباراة ولكونها مع إسبانيا فلها الوقع الخاص .. إسبانيا هي الغريم التاريخي الحديث للمغاربة، وقد قالوها أحفاد طارق بوجه إسبانيا الجديدة الجاثمة على صدور مدينتين مغربيتين، فالكرة لدي بعضاً من السياسة فهذه من تلك، والمنتصر هنا يثبت وجوده وذاته العظيمة، فالكرة تبياناً للوجود وهي ليست كرة قدم، بل إثبات وجود، والإثبات الوجودي بعضه الكرة، ولولا ذلك لما احتاج العالم للمونديال، ولولا أن الكرة سيرة بين غالب ومغلوب لما فاز وانتصر كل مرة الغالبون على هذا العالم من الغرب، وها هي المغرب تسير إلى الصدارة لتقول للعالم : والمغرب العربي غالب ولم يعد مغلوباً كما هي العادة ..
المغرب هي ما تبقى من الأندلس، هي الصورة الأصلية للحضارة العالمية المختلفة، من أراد أن يشم الأندلس بعد قرون من الذهاب له أن يرى المغرب التي بدأت بالفينيق والقرطاج والمورطيين والأمازيغ.
في التاريخ هناك عدوتان، صلتان بين الشرق والغرب، بين أتى وذهب، وبين غالب ومغلوب، عدوة المغرب وعدوة الأندلس، وبرجال المغرب توحدت العدوتان بالفتح ثم بالمرابطين، الذين لعبوا كرة قدم بشكلها القديم مع قشتالة في قلب إسبانيا، وعلى الإسباني الذي خسر اليوم أمام منتخب المغرب كيلا يستغرب أن يقرأ تاريخ الزلاقة، فليست المرة الأولى لخسارته، فالمغربي فعلها بوادي الزلاقة وسجل بمرمى فرناند مائتي عام من الأهداف، وقبل ذلك هل يعرف ( لكه ) ويعرف سهل ( استجه ) وفي البلاط روينا بالدم بلاداً اسمها الآن إسبانيا ..
ولا أخفيكم .. شاهدت المباراة بشعور من يشاهد معركة، إياكم أن تتهموني بالهمجية فالفرد كائن منتمٍ، وأنا من هذه اللحظة ومن قبل هذه اللحظة وكوني أندلسي طيلة حياتي أنتمي للمغرب، بلد الكبار ..
الحرب واللعب، نلعب معهم كيفية القول لإسبانيا : إلى الخلف دُر دُر.
شاهدت فيها كل معارك الزمن النبيل وكأني ربحت معركة السقوط واستعدت قرطبة، وكأني عدت إلى الحمراء أنام على وسادتي القديمة.