هل ستحصل البوليساريو على مقعد في الأمم المتحدة؟

0
163
Brahim Ghali (C), new secretary general of Polisario Front and president of the Sahrawi Arab Democratic Republic (SADR), walks at the Sahrawi refugee camp of Dakhla, southeast of the Algerian city of Tindouf, July 9, 2016. REUTERS/Ramzi Boudina? - RTSH3RO

 

تواصل البوليساريو “رقصة الديك المذبوح” في آخر أنفاسها في ملف الصحراء المغربية التي يوشك المغرب على إنهائه بحشد المزيد من التأييد الدولي والأممي، إذ خرج من يسمي نفسه  بـ“وزير خارجية البوليساريو” محمد سالم ولد السالك، أول يوم أمس الإثنين 5 أبريل، ليطالب الأمم المتحدة بمنح الجبهة مقعدا في الأمم المتحدة، متهما فرنسا وإسبانيا بعرقلة  ما سماه “تنظيم استفتاء تقرير مصير في الصحراء”.

 

التصريح الذي أدلى به القيادي بجبهة البوليساريو في الجزائر العاصمة، سحب معه العديد من التساؤلات لدى الرأي العام إن كانت فعلا الجبهة تعي ما تطالب به؟ وما مدى واقعية مطلبها؟ ولماذا خرجت بهذا التصريح في هذا التوقيت؟.

المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، عصام العروسي، يرى أن “الأمم المتحدة لا تعترف بجبهة البوليساريو، ولا تعتبرها بلدا محتلا من جهة ما، خاصة أن موضوع تصفية الاستعمار الذي أثارته الجزائر مؤخرا هو حق أريد به باطل، لأن المغرب هو من كان يطالب بتصفية الاستعمار بداية في معركته ضد المعمرَيْن الفرنسي والإسباني”.

 

“فمعركة المغرب دفعت إلى تسجيل بعض المناطق على أساس أنها مستعمرة، وبالتالي ظل هذا المصطلح عالقا في أدبيات الأمم المتحدة، خاصة في اللجنة الرابعة لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بجنيف”.

واعتبر لعروسي، أن “مطالبة البوليساريو بمقعد لها في الأمم المتحدة مجرد مناورة، لأن البوليساريو تدرك جيدا أن اعتراف بعض الدول بها، خاصة دول إفريقية، هو اعتراف سياسي فقط، ويدخل في إطار التقاطبات الإقليمية أو الدولية، ولكن في نهاية المطاف لا تعترف بجبهة البوليساريو”.

 

وذهب أستاذ العلاقات الدولية نفسه،  باستبعاد أن ”تذهب الأمم المتحدة في اتجاه إعطاء البوليساريو مقعدا، لعدة أسباب أهمها: غياب إجماع للأمم المتحدة، خاصة داخل الجمعية العامة على هذا الموضوع، فحتى لو فرضنا جدلا أن هذه الإمكانية من الناحية القانونية مطروحة، إذ لا يمكن أن تعطى هذه الإمكانية لشرذمة ليس لها أرض وليس لها سلطة سياسية وإقليم وليس لها شعب، فالشعب الصحراوي هو ذاك المتواجد في الأقاليم الصحراوية المغربية المسترجعة من الإسبان، بمعنى أن المسألة غير ممكنة من الناحية القانونية، ومن الناحية السياسية فالأمر صعب أيضا، بل يكاد يكون مستحيلا”.

 

علاوة على التطور الذي شهده القانون الدولي، يستدرك لعروسي “حيث أن عملية الانفصالات التي تتم عن طريق الاستفتاء، إذا كانت دولة لها سيادة فيجب أن تحسم أمرها من داخل الإقليم، أو من داخل آليات والمكانيزمات الدستورية التي تتوفر عليها، فحتى جميع حالات الانفصال الشهيرة التي تمت، مرت عبر الاستفتاء وليس عن طريق الأمم المتحدة، فالأخيرة لا يمكنها الاعتراف بكيان ليس له وجود، ولم يقم بالاستفتاء اللازم لإثبات سيادته على هذه المناطق المتنازع عليها في عرف الأمم المتحدة”.

 

وأكد العروسي، في حديثه لـ”آشكاين”، على أن هذه المطالب “مناورات سياسية، الهدف منها إثارة الانتباه إلى هذا الكيان المزعوم أو ما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية” الوهمية، وهي تحاول في كل مرة تخسر فيها معركة خاصة في الجانب العسكري، بناء على ما عرفه الملف من تطور بعد أحداث معبر الكركرات، ورغم الموقف الموريتاني الذي يقف نسبيا على الحياد الإيجابي وليس السلبي كما يدعون، فأظن أن المعركة ميدانيا، عسكريا وسياسيا خسرتها البوليساريو بكل المقاييس وتبحث عن بعض المناورات البسيطة التي تحاول أن تعطي من خلالها الانطباع على أنها دولة”.

 

وخلص المحلل السياسي نفسه، إلى أن هذه التحركات من قبل البوليساريو هي “بمثابة خلخلة، كما يقومون باستفزازات متكررة في المنطقة لإثارة انتباه الرأي العام ونسف عملية وقف إطلاق النار التي بدأت منذ 1991”.

فكل هذه المناورات، يورد محدثنا “سواء كانت عسكرية أو سياسية، أو دعوة وزير للخارجية الجزائرية المغرب للجلوس على طاولة المفاوضات مع البوليساريو، كلها تكشف عن ألاعيب البوليساريو والجزائر من ورائها، لمحاولة لفت الانتباه، أو لغض الطرف عن الأوضاع الداخلية التي تعيشها الجزائر”.

________________

المصدر : https://www.achkayen.com/

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here