هل تعانون من مشاكل التعلّم عن بُعد؟ إليكم هذه الحلول – غدير تقي

0
281

في ظل العزل المنزلي واضطرارنا لمتابعة تحصيلنا العلمي عن بُعد، نعاني من الكثير من المشاكل. إليكم 7 مهارات مفيدة للمُتعلّم عبر الانترنت.

مع تطور التكنولوجيا ودخولها في كل تفاصيل حياتنا، لا تزال أكثر المؤسّسات التعليمية تستخدمها بوصفها وسيلة للترفيه أو الاستعراض. في حين أن دور الوسائل التكنولوجية يكمن في إثراء العملية التعليمية والتعلّمية ومواكبة المُتعلّم للتطوّر الحاصل.

وعليه، فإن المؤسّسات التعليمية كلما عرفت الدور الفاعل للتكنولوجيا في العملية التربوية السليمة، أفلحت في الاستفادة من إيجابياتها. ومع استعمال هذه الوسائل تبرز المهارات المُتعلّقة باستخدامها.
منذ تفشي “كورونا” اضطرت المدارس والجامعات إلى تعليم تلاميذها وطلابها عبر الإنترنت. وكان من الملاحظ في هذه الحالة فقدان المُتعلّمين للمهارات التي تساعدهم على الإستفادة الفعّالة من هذا الشكل من التعليم. وقد وردتني هذه الملاحظات من المُدرّسين الذين أتعامل معهم خلال عملي، بهدف مساعدتهم على الإنتقال من التعليم وجهاً لوجه إلى التعليم عبر الإنترنت. ذلك أن المؤسّسات غير المُجهّزة مُسبقاً وجدت أن منطاد التكنولوجيا في التعليم هبط عليهم بشكلٍ فجائي.

وحتى نتفادى هذا التخبّط في استخدام التكنولوجيا، علينا أن نعي أهمية دمجها تربوياً. ومن بين ذلك تمكين الطلاب من مهارات التعلّم عن بعد. مع الإشارة إلى أن إكساب المُتعلّم لهذه المهارات يفضّل أن يكون قبل بدء هذه المرحلة.

والهدف من هذا المقال هو تحديد المهارات التي ستكون ذات أهمية بعد العودة إلى الحياة الطبيعية. لكن بالطبع، يمكن الاستفادة منها خلال هذه المرحلة بما أمكن. والآن، ما هي هذه المهارات؟

التحفيز الذاتي

يعتاد المُتعلّمون على المُحفّزات الخارجية Extrinsic Motivators أكثر من المُحفّزات الداخلية Intrinsic Motivators. ولهذا يجدون صعوبة في النهوض بأنفسهم لتحقيق أهدافهم، من دون الدفع من الأهل أو المعلم. فيغيب العديد منهم عن الصفوف عبر الإنترنت أو يهملون المهام المدرسية. وتشجيعاً للمُتعلّم على الاستمرار في القيام بواجباته يمكن تدريبه على طُرُقٍ لتحفيز الذات، ومنها:
– عرض ما ينتج على رفاقه ومعلّميه لتلقّي الدعم.
– مكافأة الذات عند تحقيق الإنجازات الصغيرة.
– التذكير الدائم بالهدف الذي يقف خلف تعلمه وترغيب نفسه بالنتيجة الإيجابية التي يتوقّعها.
– جعل مكان الدرس يشبه شخصية المُتعلّم من جهة التصميم والألوان والصوَر والأقوال التي يحبها.

إدارة الوقت

كون أن المُتعلّم عبر الإنترنت غير ملزم بدوام محدد، فإنه يميل إلى تضييع ساعات طويلة من نهاره لا يستثمر خلالها إلا القليل في التعلّم. ولهذا من المهم تدريبه على كيفية إدارة أوقاته وتنظيمها وتحديد أولوياته. إذ يبدأ في معرفة كيفية التخطيط ليومه ومواجهة “سارقي” الوقت وتحديد وقت نهائي لإنجاز عمله والتقيد بذلك. وبهذا يحدد أوقاته ويقسمها بين الدراسة وممارسة هواياته والترفيه والتواصُل مع مجتمعه وعائلته.

التطبيق الذاتي

يتوقّع المُتعلّم في أحيان كثيرة أن أستاذه هو مصدر كل معرفته العلمية. حقيقةً، على التربويين لفت أنظار طلابهم إلى أن الكثير من المعلومات التي تستعرض خلال الحصة الدراسية تحتاج إلى التطبيق لترسخ في الذهن. ففي حين أن نظامنا التعليمي يحرم الطلاب من خوض العديد من التجارب خلال العام الدراسي، من المفيد أن يقدّم لهم المعلمون أفكاراً يمكن تطبيقها خارج جدران الصف ويعودوا إليهم بالنتائج. وبذلك يستطيع المُتعلّم الربط بين المُكدّسات التي يتلقّنها وحياته اليومية. ويتمكّن مع الوقت من أن يخلق الروابط بنفسه ويختبر ما اكتسبه من معرفة ومعلومات.

التواصُل الجيّد عبر الإنترنت

العلاقة مع زملاء الصف: إنّ المُتعلّمين الذين يفقدون التواصُل مع رفاقهم يخسرون كثيراً من صداقاتهم، وكذلك التجارب والمعلومات التي تفيدهم. من المهم هنا تمرين الذين يميلون إلى قطع التواصُل مع أصدقائهم عندما يغيبون عن رؤيتهم، على كيفية فعل ذلك إلكترونياً للحفاظ على علاقات جيّدة معهم أو لمشاركتهم الأفكار.
العلاقة مع المعلّم: يُعدّ التواصل الجيّد بين المعلّم وطلابه حاجة أساسية لنجاحهم الأكاديمي والمهني في الحياة. ويفتقد بعض المتعلّمين إتقان التواصُل عبر الوسائل الإلكترونية، فتراهم “يختفون” عن الصفوف إلا في حال طُلب منهم ذلك. من المهم أن يعرف المُتعلّم كيفية كتابة رسالته أو سؤاله بطريقة واضحة تضمن إيصال ما يريده.
التواصُل مع إدارة المؤسّسة: تعريف الطلاب على التواصُل المُحترِف مع الإداريين عبر الإنترنت. وإحدى الطُرُق الصحيحة هي كتابة بريد إلكتروني مفهوم وبطريقة مهنية يجعل التواصُل مع الإدارة فعّالاً ولائقاً، من دون أن يضطر الإداريون لسماع تسجيلات صوتية طويلة قد تُختصر في سطرين أو ثلاثة.

امتلاك المهارات التقنية ومهارات البحث

لا شك في أن جيل الـ Technology Natives يستخدم وسائل التكنولوجيا بشكل تلقائي. لكنه يفتقد إلى بعض المهارات اللازمة لعملية التعلّم والتي يجب معرفتها وتجربتها مُسبقاً لضمان سيرها بشكلٍ جيّد. على سبيل المثال: إجراء تقييم عبر الإنترنت، إستخدام Cloud Drives لمشاركة الملفات، إستخدام الـ Discussion Forums و الـ Collaboration Tools وغيرها للتباحُث في موضوع ما وتنظيم الأفكار.
أما امتلاك المهارات البحثية فإن أهميّتها غير محصورة في التعلّم عن بُعد لكنها تبرز خلاله. حيث كيفية اختيار الكلمات المفتاحية المناسبة وتقييم المصادر وإيجاد المعلومة المُرادة هي مهارات يحتاجها المُتعلّم كي لا ينتظر “اللقمة” أن تصل إلى “فمه”. وهذا ما يعاني منه بعض المعلّمين اليوم حيث وجدوا أن طلابهم يستصعبون إيجاد المعلومة الصحيحة بأنفسهم في حال تعذّرت عليهم معرفتها.

الإلتزام بالأدبيات المُتعلّقة بالتعلّم عبر الإنترنت

لكل مقام مقال، وكذلك التعلّم عبر الإنترنت له أدبياته التي على المعلّمين إيصالها لطلابهم. على سبيل المثال: اختيار الوقت المناسب للتواصُل، أي ضمن الدوام الرسمي، وكيفية إلقاء التحيّة والشكر والوداع، فضلاً عن اختيار صوَر مناسبة لوضعها على البروفايل، وتجنّب التنمّر على الآخرين من خلال كلمات أو صوَر معينة، وغيرها.

الحصول على راحة “حقيقية”

هذه المهارة قد لا ترتبط بما سبق بشكل مباشر، لكن إتقانها يساهم في تحسين ظروف التعلم عن بعد. وبينما يعتقد الطلاب أن وقت الراحة يعني التنقّل السريع بين صفحات التواصُل الإجتماعي، فإن ذلك يؤثر عليهم سلباً، لأن يتسبب بتشتيت أفكارهم. وعليه، فإن إرشاد المُتعلّمين لطرُق جميلة في الترويح عن أنفسهم بأنفسهم يساعدهم لشحن طاقتهم من جديد، ومن هذه الأساليب نذكر التالي:

– القيام بحركات الـ Stretching التي تريح العضلات وتنشّطها.
– القيام بتمارين التأمّل Meditation وتمارين التنفّس، والتأمل في السماء أو الطبيعة.
– التحدّث والتواصُل “الحقيقي” مع مَن نحب.
– تفريغ الأفكار من خلال الرسم أو الموسيقى أو الكتابة. ويُقصد إخراج ما يخطر على البال من دون قواعد.
– تناول الطعام الصحي والاستمتاع به بعيداً من إرهاق العين بأضواء الشاشات أثناء الأكل.
– ممارسة الرياضة على أنواعها، وهنا نلفت النظر إلى وجود العديد من المواقع الفعّالة لمتابعة برامج رياضية في البيت.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here