هاجس الرحيل
سنرحل جميعا ياحبيبتي
مغادرين هذا العالم
كغيمات مرت
وتلاشت في غموض
والخوف يتخثر فوق الشفاه
والحزن يعرش في العيون
فلم نكن سوى ظلال غابرة
مخضبة بأرجوان المغيب
تساقطت أحلامنا
كأوراق الخريف لحظة الأفول
موشكا على البكاء
أتأبط أحزاني
وأحمل على كتفي عبء الظنون
سينقضي كل شيء مختلجا
وتنهمد الروح مرتعشة
وينمحي دورنا في الوجود
كأننا كتبنا بلغة منسية
لا تعود للحياة
سيحصدنا الوقت
وكلنا سيأفل في الموعد المرتقب
ويلاقي مصيره المحتوم
أليس المرء عابرا في الأرض ؟
ونحن أرقام في سجل الزمن
وقوافل من هالكين
أرهف سمعي
فأكاد أسمع انتحاب الكفن
لكن بالرغم من مرارة الشجن
يطيب لنفسي أن أقول
في هذه الليلة الممطرة
إني أرى في وجهك الخجول
شيئا من براءتي
وصباي المرح
فأجدني تائقا إليه
ومتذكرا بحسرة تخنق الروح
أيامنا المبهجة
ومن لهم أحمل زهر المودة
فيا ترى من يتذكرني إذا قضيت
ومن ترى يتذكرني إذا نسيت
أحس كما لو أنني أراكم
للمرة الأخيرة
وأنني لن أشاهد ثانية
باب بيتنا القديم
وأحراش حديقتنا المتراقصة
فتأخذني رجفة في المكان
وتلتمع في عيني الدموع
أفتش عن أثر لخطاي الحزين
عن قصائد أهرقها الحنين
فيا حيرة الكلمات
في غروب الصمت
واللحظة القاتمة
حينها سيكون كل شيء
خبا
مضى
وانتهى بحنظل الخاتمة