ارفع يديك بتوبةٍ وضراعةٍ
كن صادقاً ليُعينك الرحمنُ
جاهدْ فَدَيْتُك لستَ أوَّلَ مذنبٍ
يبكي ليُسعفَ قلبَه الغُفرانُ
ويزولَ ضيقُك والهِباتُ كثيرةٌ
ويغيبُ عنك اليأسُ والأدرانُ
واتركْ دروبَ السيئاتِ جميعِها
دربُ الإنابةِ بالسنا مُزدانُ
واحذرْ رفيقَ السوءِ يسخرُ بالهدى
وأمامَه الأهوالُ والأكفانُ
هذا المماتُ إذا أتى مستعجلاً
فمتى سيُذعن مسرفٌ فتَّانُ
سيجيءُ حتفُك لو برزتَ مقاوماً
وتضافرَ الأصحابُ والخِلَّانُ
وستحملُ الأكتافُ جسمَك هامداً
بعد التباهي أيُّها الإنسانُ
بادرْ بتوبتِك التي أخَّرتَها
والقبرُ يُحفرُ والمُصرُّ مهانُ
وستُعرضُ التوباتُ يومَ نشورِنا
وسيُعرضُ الإدبارُ والعصيانُ
والنادمونَ الفائزونَ تسارعوا
فوقَ الصِّراطِ وسمتُهم إيمانُ
وتطايرتْ صُحفُ العبادِ فَوَجْهُهُمْ
مثلَ الضُّحى أو ضَرَّهُ الخُذلانُ
والحوضُ يُدني كلَّ بَرٍّ هَيِّنٍ
ويُذادُ عنهُ مبَدِّلٌ خوَّانُ
لنْ يظمأنْ أبداً تقيٌّ شاربٌ
بَلْ في الجنانِ مُكَرَّمٌ ريَّانُ
والمُصطفى للحوضِ يدعو أُمَّةً
مرحومةً قدْ نالها الإحسانُ
ما بالُ بعضِ النَّاسِ غابوا قالها
أودى بهِمِ بعد التُّقى نُكرانُ
وتَبَرَّأَ العبدُ الخليلُ مِنَ الذينَ
تباعدوا وتَجَمَّعَ الإخوانُ
هذي الدَّنِيَّةُ هل تَبِعتَ بَريقَها
أمْ أَنَّ سَعْيَكَ قَوَّمَتْهُ جِنانُ
والخوفُ فرضٌ وهو حادي قلبِنا
فالظالمون تُظِلُّهم نيرانُ
يا منْ قَطَعْتَ العُمْرَ تَضْعُفُ عندَما
تأتي الذنوبُ يَجُرُّها الشيطانُ
هذي الإرادةُ فَجَّةٌ مبتورةٌ
ولِطالبِ العُليا هيَ البُركانُ
واللهُ يَرْقُبُنا ويَعْلَمُ سِرَّنا
أين الفِرارُ ودَأْبُكَ الطُّغْيانُ
إنَّ الفِرارَ إلى العظيمِ يَنالُه
مُتَخَشِّعٌ يَرقى بهِ الإذْعانُ