نسوة الشعر – أحمد حضراوي

0
216

يا حامل الكلمات نحو سمائي

إن الكلام سفينة الشعراء

جوديُّها لما تغافل زرعه

شجرا نمت في ظله حوائي

هزت به أصل البشارة ساقطت

مطرا على وجهي فكان شفائي !

من تقرأ الفنجان لي وبريقها

تتبلل الأقدار دون شتاء

من تقرأ الأبراج فوق رمالها

وتوزع الأوهام للفقراء

من تدفع الحب القديم هدية

ليكون لي صكا من الإغواء؟

شلال هذا الحب طوفاني الذي

آويتُ دون لقائه للقائي

خشبي بوجه الماء كان منزلا

من سدرة التأويل للشهداء

سبعون حرفا لم تزل في رسمها

عربية المعنى لآخر ياءِ

في البعث أقرأ آخر القرآن لم

أدرك مداه سوى بهول رجاء

لم يبق لي ظل وكل منازلي

أطلال شعر فوق قبر رثاء

صحفي التي دوّنتُ آخر معقل

سِفرا غدت لكن لريح هباء

في خدر أنثى الحب كنت تركتها

فبعثت في كهف بغير رداء

فخصفت كل قصيدة لكن أبت

أن تستر المكشوف للأعداء

كانت جبلة جرأتي تفاحتي

فهويت نحو خطيئة النظراء

عمّرتُ قلب العاشقات فلم أنل

من بينهم نبوءة العذراء

فرفعت بيتي كي أقدس غربتي

وأطوف حوليَ في سكون حرائي

“اِعشقْ” أُمرتُ فقلت لستُ بعاشق

العشق ليس بسورة العقلاءِ

سأموت بالمُدْيِ الجريحة قال لي

صوت الهلاك بضفة الأحياء

وتحصحص الروح الكئيبة بعدما

يُسرى بها في دورة الأسماء

أكتاف من حلموا بها حملوا لها

نعشا قد اغتالوا به أشلائي !

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here