لمْ تفهمي أبدا جنونَ مشاعري
ونقاءَ أُغنيتي،
ونُبْلَ لساني
لمْ تفهمي التاريخَ،
وجهَ قصيدتي
وحقيقةَ المعنى الذي أدماني
لمْ تفهمي
كُنْهَ الحكايةِ مُطلقا
والفرقَ بينَ المُشتَهَى والآنِي
لمْ تفهمي أنِّي نبيٌّ تائهٌ
أحتاجُ كونا آخَرا
لأراني
في جوفهِ ألفٌ منَ الأشياءِ تصرعُ نفسَهَا،
وهواجسٌ، وأغانِ
وملائكٌ تسعى على أطرافِها،
ومعابدٌ وثنيِّةُ الجدرانِ
وأيائلٌ جَفَلَتْ،
وصمتٌ موحشٌ،
وهزائمٌ رُفِعَتْ على الصُّلبانِ
لمْ تفهمي أنِّي أُريدُكِ
هكذا
أنثى من الكبريتِ، والنيرانِ
أحتاجُ حِضنَكِ أنْ يَدُلَّ نوارسي
ويدُسَّ في رملِ الرؤى شُطآني
أحتاجُهُ حتَّى يُعيدَ صياغتي
ولدا
يغامرُ بالمنى، ويُعاني
أوْ رُبَّما ربا تَجَلَّى داخلي
فاندَكَّ في هَوَسِ اللقاءِ كياني
أحتاجُ وجهكِ
كي أُساوِمَ وجهتي
وأَحُلَّ لغزَ العابرينَ مكاني
فعلا أُريدُكِ
غيرَ أنِّي متعبٌ
من زحمةِ الأحزانِ في أحزاني..