لِما يَـجْـري فقَدْ وَجَمَ الوُجُودُ… تَحَـكَّمُ في مَصائِرنا القُرودُ؟!
ويَغْرَقُ في بِحارِ الحُزْنِ قَلبي… وَذي أَيَّامُهُ في الظُّهْرِ سُودُ
“جِنينُ” أَرَى تُغَرَّقُ في دِماها… وَذي”العَرُّوبُ” أَرْهَقَها الصُّمودُ
وفي أَرْضِ “الخَلِيلِ” تَرَى المنايا… يُنَفِّذُها بِـهِ عَـرَبٌ يَهـودُ
عَلا أَهْلَ “الدُّهَيْشَةِ” رَدْمُ دُورٍ … وذا الأَقْصَى يُنادِي العُرْبَ: عُودُوا
وسائِرُ أَرضِنا دُهِمَتْ بِظُلْمٍ… فَيا أَحرارَنا بالرُّوحِ جُودُوا
فأَنتُمْ وحْدَكُمْ لِلْمَوتِ قُمْتُمْ… وقَدْ نامَ الوُلاةُ لِكَي تَسُودُوا
ولَنْ يَصْحُوا الوُلاةُ إذا قُتِلْتُمْ… أَوِ اغْتُصِبَتْ أراضِيكُمْ وَخُودُ
فلا تَتَوَهَّموا مِنْهُمْ سَمـاعًا… فلا واللَّهِ تُسْمِعُهُمْ رُعُودُ
ولا تَتَوَقَّعوا مِنْهُمْ كَلامًا… سِوَى اسْتِنْكارِ ما فَعَلَ الشَّهيدُ
لأنَّ حَياتَهُمْ حَقًّا، مَجازٌ… فَهُمْ مَوتَى قُبورُهُمُ الجُلودُ
فَهَلْ يُرْجَى مِنَ المَوتَى قِيامٌ… قُبَيْلَ النَّفْخِ لَو سُلِخَتْ لُحُودُ؟!
وهلْ يُلْفَى لَدَى الثِّيرانِ شَهْدٌ؟… وهلْ يُجْنَى مِنَ البَعَرِ الوُرودُ؟!
فَكَيْفَ رَجَوْتُمُ مِنهُمْ قالًا… وحَرْبُهُمُ مَزامِيرٌ.. وَعُودُ؟!
وقاداتُ الفَصِيلِ مُغَنِّياتٌ… وهَلْ في الحَـرْبِ، قَوَّادٌ يَقُودُ؟!
أَحَلَّ وُلاتُنا أَبَدًا دِمانا… وكُلُّهُمُ لِمــا يَجْري سَعيدُ
وراحُوا يَشْجُبونَ صَنِيعَ مَسْخٍ… بِهَمْسٍ، لَيْسَ يَرْدَعُ، أو يُفِيدُ
فما تُجْدِي سَنَشْجُبُ يا بِلادي… وما تُغْني الأَمانِي والوُعودُ؟
وتَنْخَدِعُ الشُّعوبُ بِكُلِّ زَيْفٍ… فَبَعضُ الشَّعبِ حَيْوانٌ بَليدُ
أَغَرَّكُمُ مِنَ التِّمساحِ دَمْعٌ؟!… فَبَيْنَ ضُلُوعِهِ قَلْبٌ حَقُودُ
غُرابٌ في المَحافِلِ عَبْدُ سِلْمٍ… عَلَى أَبْنائِهِ أَسَدٌ شَديدُ
هُوَ المَأْبُونُ لَو قدْ تابَ يَومًا… كَما القَحْباتِ إِنْ تابَتْ تَقُودُ
فَيا أَبْناءَنا في القُدْسِ هُبُّوا… فَفِي الأَقْـفاصِ قَد تُخْشَى الأُسُودُ
فأَنتُم وحْدَكُمْ في الأَرضِ حُرٌّ… وباقِي النَّاسِ في الدُّنيا عَبِيدُ
مُصِيبَتُكُمْ أَكابِرُ مُجْرِميها… شُيوخُ الـسَّوءِ والوالِي العَتيدُ