أَرَى الْأَيَّامَ كَالْأَحلامِ تَمْضي
إِلــى نَفَقٍ يَــضيعُ الْعِشْقُ فـيهِ
أُنــاشِدُها فَتَمْنَحُني وُعــودًا
وَاُفْــقًا لا يُــضيءُ لِـــمُشْتَهيهِ
تُطارِدُني فَأَجْري لا أُبالي
وَخَلْفي الْيَأْسُ كَالزَّمَنِ السَّفيهِ
مَتاهاتي يَضيقُ النُّطْقُ عَنْها
وَظِلّي، إِذْ أَســيرُ، بِــلا شَبيهِ
وَكُنْتُ أَظُنُّني بِالْأَمْسِ أَقْوى
وَلي قَدَمانِ في الْمُلْكِ الْوَجيهِ
وَلَــكِنّي رَأَيْتُ الْأَمْرَ يَقْسو
وَمَــنْ يَقْسو لِماذا نَرْتَضيهِ؟
يَــثورُ الْحُبُّ أَيّاما بِــقَلْبي
فَأَهْرُبُ مِنْ عِنادٍ قَدْ يَليهِ !
وَكَالْمَوْءودَةِ الْعَذْراءِ يَأْتي
فَأَسْأَلُ عَــنْهُ قَـهْرًا قاتِليهِ!
يَجُبُّ اللَّيْلُ ما اقْتَرَفَتْ يَدانا
وَفي عُمَرٍ شَهادَةُ تابِعيهِ
مَلَلْتُ مَمالِكَ الْأَحلامِ عِنْدي
وَشِعْري كَمْ مَلَلْتُ وَمِنْهُ تيهي
أُحَمِّلُهُ عَذاباتي وَشَـــجْوي
وَآهاتٍ مِنَ الصَّبْرِ الْكَريهِ
كَسَلْمى لا تُطاوِعُني الْقَوافي
وَتَــكْرَهُ رِقَّةَ الْقَوْلِ النَّزيهِ
خُذُوا سَلْمى وَأَعْيادَ النَّصارى
وَخَمْرَ الْعاشِقينَ وَمُشْتَهيهِ
وَعِــطرَ الياسَمينِ إِذا تَــدَلّى
عَلى عَتَباتِ ريقِ مُقَبِّليهِ
خُــذُوني أَيْنَما شِئْتُمْ فَــإِنّي
أنا القَوْلُ الَّذي لا أَبْتَغيهِ
أُرَصِّعُهُ فَــيُرْديني قَــتيلاً
بِلَيْلٍ لَمْ أَعُدْ أَهْوى ذَويهِ
خُذوُا مِنِّي صَلاةً لَمْ تَعُدْ لي
وَنافِلَةً لِمَنْ لا خَيْرَ فيهِ
وَهَــذا اللَّيْلُ مِـــنّي جَرِّدوهُ
وَهَذا الشِّعْرُ هَلْ مَنْ يَشْتَريهِ؟
تَضِجُّ مَواجِعي وَيَفورُ لَحْني
فيا رَحمانُ اِرْحَمْ سامِعيهِ
لَــعَلَّ الْحُلْمَ يَغْمُرُنا جَــميعًا
فَيُغْرِقُ في الْمَوَدَّةِ طالِبيهِ
وَهَذا الْــقَلْبُ يَفْتَحُ ضِفَّتَيْهِ
لِعابِرَةٍ تُميتُ الْمَوْتَ فيهِ
فَلَوْلا الْعِشْقُ ما حَلَتِ اللَّيالي
وَلا انْبَلَجَ الصَّباحُ لِعاشِقيهِ!
وَلَوْلا الْحُلْمُ ما كانَ التَّمَنّي
وَلا طابَ الْمَقامُ لِساكِنيهِ!