مواجد عاشق
مغرورقـات بسيلِ الدَّمعِ أعيننا
ولاهــبُ الشَّوقِ لا ينفكُ يصلينا
ملأ الضُّلوع بجمرِ الحبِّ لو شهقتْ
تفتَّت الصَّخر لو ناحتْ مراثينا
جراحُنا مثلمـــا الناعورُ نازفة
تدورُ بالدَّمعِ تحكي عن مآسينا
وتنزلونَ على الأجفانِ مِنْ دعةٍ
منكم يفوحُ الشّذا عطراً ونسرينا
نسعى إليكم وهذا القلبُ يحملُنا
على دروبكــــمُ سالتْ سواقينا
يا أجملَ النَّاسِ في عيني وأصبحهم
وأرفـــع الخلق قدراً يا غوالينا
ننسى الوجوه وقد تمحى ملامحها
فلا يظلُّ سواكـــــــم في مآقينا
وتملؤون بعطرِ الــــوردِ أنفسنا
حتَّى بكمْ تصبحُ الدنيا رياحينا
وتسكنونَ بهــــذا القلبِ أغنيةً
حتَّى تسيلَ بكمْ سحـراً أغانينا
واللهِ ما بعدكمْ حـــالتْ محبتُنا
وما سواكمْ سيبقى في محانينا
لو قطعتنا سيوفُ الهجرِ داميةً
إنا وربُّ الهــوى لسنا بسالينا
ونشربُ الصَّابَ بعدَ الصَّابِ نجرعُه
والحالُ يفصحُ عمّا كانَ يؤذينا
والثَّغرُ يضحكُ بسَّاماً ومؤتلقاً
كيما نغيضُ صدوراً في تغاضينا
نشكـــــــو مواجعَنا للهِ نرفعُها
ونكتمُ الآهَ لو صارتْ كـوانينا
كلُّ الليالي بسحرِ الوصلِ مقمرةٌ
فالحبُّ نورٌ بهِ تزهـــو مغانينا
قد نُجرحُ اليومَ مِنْ طعناتِ غادرةٍ
لكنَّما الجرحُ يسمو في تعالينا
قد تُطلعُ الأرضُ مِنْ آهاتنا شجراً
ويُكسفُ البدرُ حزناً في أماسينا
قد نَمسحُ الدَّمعَ مِنْ راحاتنا ألماً
حتَّى تصير بهِ الدنيا براكينا
ضلتْ مراكبنا في البحرِ تائهة
بينَ الأعاصيرِ قدْ ضاعتْ مراسينا
مَنْ ينصف العاشقَ المقتولُ مِنْ وجعٍ
أحزانهُ في ليالي الهمِّ تشجينا
يُجنى علينا وما نجني على أحدٍ
ونحملُ الجرحَ جمراً يصطلي فينا
نستجدي الوصلَ حدَّ الموتِ نطلبهُ
يكفي بربِّكمُ إنَّا مســــــــاكينا
وتعطفونَ على واشٍ ومختلقٍ
وتسمعون لمنْ كانوا أعادينا
لا تشرقُ الشَّمسُ إلاّ مِنْ نواظركِم
لا ينزفُ الشَّعرُ إلاّ مِنْ قوافينا