رتَّلتُ فيكَ مناسكَ الشعراءِ
والحرف يشهد طاعتي وولائي
روَّيتُ قلبي من نميرِ محبةٍ
أهفو إليكَ فهل تجير عنائي؟
فالروحُ طافتْ حول جنتكَ التي
سَكَبتْ على جمر المنى آلائي
أسعى إلى سحبِ الضياع وأمتطي
ظهرَ الحنين عسى يحين لقائي
أدَّيتُ فيكَ شعائري كي تنتشي
رئةُ الصباحِ تطيبُ من أندائي
يتنفسُ الصبحُ المشوقُ أثيرَها
ويموسقُ اللحنَ البديع غنائي
فالليلُ عسعسَ يستظلُّ بمرودي
واللحظ تاه برقَّتي وسنائي
نفحتْ رياح العشق بين جوانحي
وترنّحت من وجده أفيائي
بدر التمام إذا استمالَ بنوره
مالتْ على كتف الهوى أجزائي
قدسية تلك الانامل إذ جرت
فوق الكفوف جداول الإرواء
يستعذب الثغر اللهوف للثمها
فتموجُ في الخدِّ السنيِّ دمائي
أديتُ في محرابه سنن الهوى
وأنرتُ من وهج الجوى ظلمائي
حتَّام تبقى في الخيال، كأنَّما
تتعانق الأقمار بالجوزاء
أسطورةٌ في العشق شاع رنيمها
في أفْقها ألهو مع العنقاء
وتسافرُ الأشواق فوق مدائني
أنت السبيل ومهجتي وإبائي
فأذنْ لقلبك قارعا أجراسه
قلبان يحتدمان في الأحشاء
واطفئ لهيبَ الوجد من فلواتنا
واهْطُلْ على ظمئي كمزْنةِ ماءِ
كيما تفيق زنابقي من نومها
والحب يزهر في ربا صحرائي
فيميس روضي إن رآك مغردا
بين الخمائل في ضحىً ومساء
يا من تماهت في عيونك لهفتي
أمضي إليك فهل تسير إزائي؟
أقبلت نحوك والهيام يقودني
والشوق يردف في هواك هوائي
أمضي بحلمٍ جامحٍ لاينتهي
وأريق ذكرى النائبات ورائي
كي أحضن الأيام بين لواحظي
وأذيب في سفر الهموم شقائي
كل القصائد في هواك ترنمت
والنبضُ هامَ بأنبلِ الشعراء..