“مقالات تحلق في سماء الوسطية” :
يذكر المؤلف الدكتور سمير مراد في مقدمة كتابه القيم (داعش غلاة الخوارج) أن دين الله أبيض ناصع نقي نظيف، كله حب ورحمة وإخاء وسلام، وأن ما نراه من تنظيم داعش هو عكس ذلك تماماً.
ومن هذه البداية السامية ينطلق إلى توضيح منشأ هذا التنظيم، وهدفه، ومناطق تواجده، والجماعات التي أيدته، ومصادر تمويله. كل هذا في أسلوب شيق ينفر من هذا النظيم الذي فكر الخوارج، ويسعى في الأرض قتلاً وإفساداً بحجة إقامة الخلافة الإسلامية عن طريق خداع المسلمين بأنهم ليسو مسلمين، ثم يقترفون الكبائر لتمويل هذا التنظيم الدموي، ومن ذلك : “الابتزاز والمخدرات والخطف وغسل الأموال وسرقة الكهرباء والوقود وبيعها … وغيرها من الطرق غير المشروعة كغنائم فتح المدن.
ويذكر المؤلف أن معالجة هؤلاء هو في دين الله ألا وهو التصدي لمن حمل السلاح منهم بالقتل، فقد قال عليه الصلاة والسلام : ” لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ” أي لأقتلنهم حال حملهم السلاح.
ويسرد المؤلف سيرة هذا التنظيم مفصلا، وكيف رضع بعضهم فكر البعث الحزبي، ويذكر أن داعش مصطلح ظالم ذلك أن مصطلح الدولة الإسلامية أو دولة الخلافة مصطلح ديني شرعي إسلامي، ما يدل على أنه ليس لأحد أن يدعيه أو يحتكره لنفسه دون غيره من المسلمين بحجة أنه يقاتل الناس.
فالخطر من هذا المصطلح هو تشويه اسم الإسلام بسبب هؤلاء، وأنه يخشى مع الترديد والزمن أن يعلق الاسم بأفواه الناس وعقولهم.
ولهذا فالاسم الذي ينبغي أن ينتشر عنهم هو : دولة الإجرام في العراق والشام.
ويذكر المؤلف عدة مسائل وأحكام، مبيناً أدلتها وهي :
جواز عقد الذمة لغير أهل الكتاب خلافاً لداعش.
جواز محالفة أمريكا ضد داعش (الخوارج).
الخيانة العظمى هي الردة وعند داعش هي التجسس.
ثم يتطرق المؤلف إلى مسألة دولة الخلافة الإسلامية، و يبطل ما ذهب إليه البعض من حدوث الخلافة الإسلامية بعد سقوط الملك الجبري أو الأنظمة، فهذا كله باطل، لأن الخلافات الراشدة اثنتان فقط؛ خلافة الأئمة الأربعة أبو بكر و الباقون مع خلافة الحسن، ثم خلافة المهدي آخر الزمن، والذي سيقيمها رجل من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الشام.
ويذكر المؤلف بالوثائق استخدام تنظيم داعش لأسلحة الدمار الشامل مؤخراً في العراق وسوريا.
ويقول المؤلف :” وعليه فيجب على أهل العلم الكتابة بالمقالات والفتاوى تنبيهاً وتحذيراً من هذه التصرفات الرعناء، وكي يعرف الناس أن هذا التنظيم خارج عن خط الإسلام المعتدل، وأن ما يُبث عنهم في الإعلام صحيح وأكيد، بل ما هو إلا معشار الحقيقة “.
وتحت عنوان ” الرد على داعش في حكم موالاة الكفار” يفصل المؤلف تفصيلاً دقيقاً بالأدلة الواضحة وأقوال العلماء حكم “أصل التعاون العسكري مع الكفار لمصلحة المسلمين” فهو جائز لدفع الظلم ونحوه.
ويتطرق في هذه المسألة إلى أقوال ابن تيمية، وقد وضحها المؤلف في مقدمة رسالته : ” نقض أصول التكفير”.
ثم يذكر المؤلف أقوالاً من درر وفتاوى ابن تيمية، و هو بهذا يبرئ هذا العالم الجليل مما نسبه إليه هذا التنظيم زوراً وبهتانا،
ويقرر في آخر الكتاب حقيقة مهمة وهي فضائل قريش؛ ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لهم بالبقاء على دين الله تعالى لا يرتدون عنه، و لا يكفرون بالله عز وجل، وإن خالطوا من الذنوب ما يشاركهم فيه غيرهم من المسلمين، إذ العصمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره.
ويختم المؤلف كتابه القيم ببيان حكم التماثيل الأثرية والرد على داعش.