مغاربة العالم وضرورة الخروج من التخندق في الإطار المصلحي – الحسين فاتيش

0
260

في آخر مناسبة كان لي فيها حديث صريح ومعمق في أمورالجالية، خلال مناسبة جمعتني مؤخرا بإحدى كفاءات الوطن المخلصة التي تعمل أستاذا بجامعة مارسيليا العريقة، تواعدنا على أن نتناول فنجان قهوة بمنطقة الميناء القديم، إحدي أهم المعالم السياحية بالمدينة. حيث استمعت من محاوري إلى عرض قيم وشامل وشيق ذي شجون حول التجارب والمحاولات المتعددة الرامية لجمع شمل وكلمة مغاربة المهجروتوحيدهم، داخل الإطار الذي كان له فضل المشاركة فيه على امتداد مساره الطويل بأوروبا التي جاءها طالبا في ريعان شبابه وعاش بها مناضلا تقدميا شريفا، تحدى نظام الحكم الشمولي في سنوات النفي والقمع التي ميزت سنوات الجمر والرصاص ببلادنا.

بدأ بتناوله لتجربة الوداديات المشؤومة التي كان ظاهرها نسيج جمعوي يتستر تحت غطاء المجتمع المدني وباطنها بنية متكاملة من شبكات التجسس على المهاجرين، تعمل في السر لحساب دولة المخزن وبتوجيهات من وزارة الداخلية ووزيرها الصدر الأعظم حينها إدريس البصري، وانتهاء بما يعج به المشهد البئيس راهنا من تضخم في مشهد الكيانات الهلامية المتناثرة والمتنافرة، التي تتجسد أحيانا في جماعات تقوم على أساس العشائرية والقرابة، أو يجمعها التقاطع في المصالح والغايات، وأحيانا أخرى تتجسد في لوبيات أو في مجرد أشخاص ذاتيين أو طفيليات انتهازية تعتاش على السمسرة والوشاية والتشويش الإعلامي، وكراء الحنك بالمقابل“. وهناك أيضا كنتونات تم تفصيلها على مقاس تجربة الوداديات غير المأسوف عليها، ما تزال موجودة في فرنسا، تتنازع وتتقاتل على فتات الفتات، مما يقدم لها من إكراميات ريعية مقابل قيامها بنفس الدورالخبيث، الذي كان يوكل بالوداديات في الماضي. وتلك الكانتونات جميعها بالمحصلة النهائية، لا مردودية لها ولا وزن ولا قيمة في معادلة الصراع، ولا يحسب لها المخزن أدنى حساب، كما لا يمكننا التعويل عليها في تغيير شيء في الوضع القائم، أو في تحريك شيء في مياه البركة الآسنة، بقدر ما هي أداة ووسيلة في يد المخزن يوظفها لبلقنة خريطة مغاربة العالم، وفي إنهاك وإضعاف مساعي النيات الحسنة من أفراد الجالية، وقطع الطريق أمام أية جهود أو محاولات تهدف لأن تقيم قائمة لأي تنظيم عتيد وقوي يفرض نفسه على الدولة كشريك لا محيد عنه، ويحسب له ألف حساب في صياغة سياسات الهجرة وشؤون المهاجرين..
السؤال البديهي الذي يطرح نفسه أمام بؤس مشهدنا الذي يعج بالإخفاقات والفشل، هو متى نتخلص من هذه الأعطاب الفكرية والتنظيمية التي تعيق تطلعنا إلى بلورة فكرة مشروع ذاتي، يتجاوب مع خصوصياتنا ويشاطر مكونات الجالية رؤاها وأطروحاتها، ينحت استقلاليته بروح مسؤولة، ويعيش وجع المهاجرفي قلب مجتمعه الذي يتعايش معه، ويساعدنا كجالية للخروج من مأزق الكولسة والعصبيات والتخندق في إطار مصلحي ذاتي ضيق، أو عشائري أو إيديولوجي؟

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here