مسافاتٌ قديمة جدا
في البيتِ كنا عندَ رملِ
البحرِ نحفرُ قَيْدَ شبْرٍ أو يزيدُ
فيخرجُ الماءُ الزلالُ ومنهُ نشربُ
ثم تأتي الطيرُ من بين الأكاسي
والظهيرةُ أقنَعَتْني بالحياةِ وصرتُ
مُمْتَنَّا للحظاتِ السرابِ وفكرةِ
الوروارِ عن أصلِ العلاقةِ بينَ
وجهي والتضامنِ معْ فقاعاتٍ تحطُّ
على نوافذَ من خشبْ
والبيتُ يجعلني صغيرًا دائمًا
وفراشةً بيضاءَ خلفَ العُمْرِ
والوقتِ الذي ينسابُ رمْلًا في
الخطى والبحرُ سيِّدُنا جميعًا يجمعُ
العشاقَ من ورقِ الرسائلِ والغيومِ
ومن مرافىءَ أوقَفَتْني بين نفسي والمسافةِ
هكذا عادَ الحنينُ كما تعودُ الذكرياتُ
وعُدتِ أنتِ من الغيابِ ومن شفاهِ
قرنفلاتٍ في حواكيرِ البيوتِ
وهكذا بدأَ الغرامُ وما هدَأْ.