مرَار.. – د. جميلة الكجك

0
1927

كجرحٍ مفتوحٍ ولكن لا ينزف دما
بل كلمات ونغم
كفم ذئبة ينتظر وجبة دسمةْ
آه من تلك الوجبة كم بها من ألم
من قِطَعٍ حيٍة لا زالت ترتعش
تقف عند الشفتين
فكيف للجرح الراعف بالجمل
أن يقفَ عند حد معين
هناك تتسلق الحروف دالية مشرئبة
تسابقُ الأغصان لتطل من شاهقٍ علٍ
تتدلى كقطفِ عنبْ
كل حبة محقونة بماء حنضلٍ أخضر
يسْوَدُّ كلما تدلى واقتربْ
تهاب اليد أن تمتد نحوه، تجفل، تقفْ
تتشنج، ترتعش
ولكنها تمضي إليه قدما كطائرٍ
ينقد الحب حذرْ
وعند طرف اللسان تتذوق حلماته
رشفةً
مااا أمرّها
لكن الفم يبتلعها
تسري كما السُمَّ في الخلايا
لا تميت ولكن تشلّها عن العملْ
حتى يغيب الذهن عن وعيه
ليستيقظ القلبُ تعبْ
أينام القلب
نعمْ وقد جربتُ نوْمَتَه
فكأنما الدهر كل الدهر يقف
كأنما لا زمن
بل مساحات فارغة
هواااء
والثواني محطمة لا تطير
ولا أقدام تحمل أجنحتها
فكيف
كيف لم أمتْ وعيناي لا زالت ترى
تلك الساعة على الجدار عقاربها شُلّتْ
كما خلايا ذهني
كما خلايا الجسدْ
لكنني لا زلت أعي أن الثواني توقفتْ
وأنني لا أقوى على مدّ يدي
حتى زال المرارُ كله
كم مر من زمن، لست أدري
كل ما علمت أن الليل قد تحول إلى نهار
وأن تلك الحالة قد انتهت.. !

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here