Home Slider site ما وراء اعتقال مواطن مغربي وأمه من طرف شرطة بلباو – الحسين...
مخالفة قانون الحجر الصحي هو السبب في اعتقال مواطن مغربي وأمه من طرف شرطة بلباو، ومحاولة إقحام أطروحة العنصرية مجرد هراء وتكريس للمثل الشعبي القائل: “إيلا شفتي المغربي كيبكي عرفو ظالم”.
كنت من بين الأوائل الذين شاهدو الفيديو الذي يوثق لعملية اعتقال شرطة بلباو (لارشانشا) لشاب خرق قوانين حظر التجوال فدخل في سجال مع رجالها، تخلله عنف لفظي من قِبله نعت فيه أحد هؤلاء بـ” ابن العاهرة”، مع إبدائه المقاومة لجهود رجلي الشرطة اللذين حاولا السيطرة عليه واعتقاله، قبل أن تظهر امرأة قالت إنها أم الشخص المعتقل، وأضافت بأنه مختل عقليا..
وأمام إصرار رجال الشرطة على صدها وإبعادها عن مسرح الأحداث وإصرار المرأة على عرقلة تمام عملية اعتقال ابنها، وإبدائها مقاومة بدنية شديدة، اضطر رجال الشرطة إلى إلقاء القبض عليها، لكونها كانت هي أيضا في وضعية تلبس بكسر عملية الحجر الصحي.. ومتواجدة بالشارع العام بدون مبرر قانوني.
الحالات المماثلة لهذ السيناريو تعد بالآلاف هذه الأيام، حيث يتم تطبيق ظهير وضعية الإنذار الذي صدر بالجريدة الرسمية، والذي يجيز للقوات العمومية اللجوء لاستخدام القوة واعتقال أي شخص لا يمتثل للقانون، ويضبط في وضع تلبسي بكسر الحجر الصحي والتواجد بالشارع العام من دون سبب وجيه، لكونه يشكل خطرا على الصحة العمومية ويهدد الأمن القومي لبلد بأكمله..
ما كان القنصل العام المغربي ليضطر لأن يتدخل من أجل إطلاق سراح هذه السيدة وابنها، لأن القضية قضية جريمة حق عام، يعود الأصل فيها إلى غياب الوعي بالمسؤولية وإلى غياب عامل الاندماج الاجتماعي لدى هذه الأم وابنها. بل وأكثر من هذا وذاك فهذه الأم تستحق أن تتابَع قانونيا بتهمة استغلال شخص في غير كامل قواه العقلية، خاصة بعدما تبين حسب بعض التعاليق أنها “هي اللي سخراتو باش يجيب ربطة ديال النعناع”.. في عز حالة الإنذار الاجتماعي، وفي عز أزمة الكوفيد 19 الذي يودي بحوالي ألف روح كل يوم إلى الموت.
أما الذين ركبوا موجة “أُنصر أخاك ظالما أو مظلوما”، واعتبروا البوليس عنصريين وووو.. فأقول لهم: “الرجوع لله الشرفا.. راكوم خدامين لصالح حزب فوكس وقوى اليمين المعادي لنا من حيث لا تدرون”.. كما أدعو المناهضين للعنف ضد المرأة ألا يبخلوا بتعاليقهم النارية على الفيديو.