لم أكن يوما مشهّرا بأحد ولا مساهما في الدعاية لنشاطه أو طريقة تفكيره، أومن بقيمة حرية الإنسان ومسؤوليته عن نفسه. لكني أجدني في هذه التدوينة المتواضعة مضطرا إلى تناول موضوع يتعدى شخصا أعنيه إلى أبعد من ذلك وأعمق، إضافة إلى أن المعني بالأمر غني عن تعريفي به.
الشيخ رضوان بن عبد السلام، هذا الرجل الذي جمعتني به جلسة على هامش حفل عقيقة بالقصر الكبير، تطرقنا خلالها إلى عدة مواضيع، وكان أول لقاء لي به، لأجده إنسانا ذا حس مرهف ومرونة في النظر، وعمق في التحليل، وتفهم لوجهات النظر، وحب للإنسان وطريقة سلسة مداعبة في إيصال ما يود التبليغ به.
سي رضوان يعشق القراءة واقتناء الكتب ويقبل على الأدب بجميع أجناسه، ينتقل بين معارض الكتب، ويزور الملتقيات والمحافل الوطنية والدولية.
سي رضوان يحتفظ دوما بأناقته وجمال سمته، وبابتسامة مرسومة على محياه.
هذه الخصائص القيمة أجدها مجتمعة في رجل داعية، وهي كفيلة بكسر النظرة الاعتيادية للشيوخ المبجلين إلى درجة التقديس والتحنيط، جعلتني أتخذه قدوة للدعاة الشباب المعاصرين المتفهمين لمتطلبات الواقع الناسج للعلاقات الإنسانية في أبهى تجلياتها.
أتابع الشيخ رضوان في تدويناته وأجد ذاتي فيما يذهب إليه، ومنذ أن أدخلتنا كورونا في الأزمة الحالية، والشيخ ملازم بيته يتواصل مع العالم عبر كتاباته وظهوره المباشر، يحث الناس على الانضباط والتزام البيوت والتضرع إلى الله، والدعاء والسجود، ويحيّي جنود الوطن من شرطة ودرك وقوات مساعدة وسلطات محلية وأطباء وآخرين أخفياء.
مؤخرا سينبري البعض إلى مهاجمته والنيل منه باتهامه بتورطه المباشر في دفع الناس إلى الخروج في مظاهرات ليلية، خارقين قرار حظر التجوال. سيدخل بعدها محامون على الخط ويضعون شكاية ضده بين يدي النيابة العامة.
سي رضوان من جانبه نفى التهم الموجهة إليه محتفظا بحق اتباع المساطر القانونية والقضائية ضد هؤلاء.
من هنا وللحيثيات التي ذكرتها فإني أعلن تضامني المطلق واللا مشروط مع الداعية رضوان، ولي اليقين بأن العدالة ستنصفه وتنصف معها أصوات الوسطية والاعتدال.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.