حين وعيتُ..
أظافرك المغروزة في ظهري
أدركتُ بأن شفاهي أولُ
من رشَفتكِ من الصدرِ
طعنُك رغم الشبق المبثوث
على نهديك تجلى في حالة غدرِ..
دمُكِ المذهب..
لكن صار دمي
المسفوك على..
جنبات الرغبة يجري
يتسكع بين الغفوة والسكر
بين النهر المتجلي
في الظلمة والرعشة والسبرِ
يمشي فوق كفوف الجس
وخاتمة اللمس
هنالك في كفن أبيض
قد سقطت كل شهاداتك
في مفترق الخلد إليّ
تصارع موج عمامات أصابع جَسّي
شفتيّ تفك الأزرار
وتشفع للغربة وسط محاريب ضباب النفسِ
وما خلف وخلف خرير الكرسي
وجنوح الأمر
تبدأ حالات طوافي
حول الجوديّ الأول فالثاني
حول مشانق وادي الخصر
كل جماجم أصحاب السبت به
وصُحيبات الخنجر والسكين به
والأسرِ
وأنا ورؤوس الأحلاف
بكرب وبلاء تغري
آه يا صاحبة النهد وآه
لو نهدك يدري..
أني حين كبرتُ
وحين هرمتُ
بدأت بتمزيق دواوين الشعر
سوى من غزتِ التاريخ على
تنهيدات عذارى في سرِّ
أبوابَ المدح مسحتُ
وأبواب الوصف مسحتُ
سوى ما يغري..
ومسحتُ..
ملاحم فرسان
وقصائد حلاج في منتصف العصرِ
ومسحتُ..
الغزل المسجون من العين إلى الثغر
حاكمت المجنون بأعمق قبرِ
لم أترك للشعر سوى تأويل النهدين
وآخر أبواب الزِّرِّ !